كاتبٌ إسرائيليٌّ: الكيان جريرة لواشنطن وإذا كان قتل العالِم النوويّ الإيرانيّ مشروعًا لتشكيله خطرًا وجوديًا فإنّ اغتيال بايدن مسموحًا لأنّه سيُتيح لطهران حيازة أسلحة الدمار الشامل
أكّدت مصادر إسرائيليّة رفيعة اليوم الاثنين أنّه على الرغم من الإنجاز الكبير الذي حققته تل أبيب باغتيالها العالم النوويّ الإيرانيّ، محسن فخري زادة، فإنّ العملية أوضحت بشكل غير قابل للتأويل أنّ دولة الاحتلال ستبقى جريرة للولايات المتحدّة، وأنّه مع كلّ الاحترام للتعاون الأمنيّ بين واشنطن وتل أبيب، والذي ارتفعت وتيرته في السنوات الأخيرة، فإنّ إسرائيل لا تُعتبر بأيّ حالٍ من الأحوال شريكةً لأمريكا، لأنّ الفرق بينهما ما زال كبيرًا وتكفي الإشارة إلى أنّ واشنطن تمنح معونات لتل أبيب بقيمة 3.8 مليار دولار سنويًا، طبقًا لأقوال المُحلل العسكريّ في صحيفة (هآرتس)، عاموس هارئيل.
بالإضافة إلى ذلك، لفتت المصادر عينها إلى أنّ موقف إدارة الرئيس المُنتخب جو بايدن، التزمت الصمت المطبق حيّال عملية اغتيال العالم النوويّ الإيرانيّ، مُستدركةً في الوقت عينه أنّ هذا لا يشي بأيّ حالٍ من الأحوال أنّ الإدارة الجديدة موافقة على العملية، وأنّها تقوم بتسجيل الأحداث المتسارعة في القضية الإيرانيّة لتفتح الحساب مع إسرائيل بُعيد دخول بايدن إلى البيت الأبيض.
إلى ذلك، يستمّر النقاش داخل إسرائيل حول توقيت عملية اغتيال فخر زادة والتسريبات بشأن تنفيذها من قبل الموساد، وتداعياتها على العلاقة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس المنتخب بايدن، وفي هذا السياق تساءل المحلل روغل ألفِر في صحيفة (هآرتس): هل قتل جو بايدن مشروعًا من وجهة نظر نتنياهو وجوقة الإعلاميين المختّصين بالشؤون الأمنية المؤيّدين له؟ ما الفرق، طرح سؤالاً ثانيًا، بين عالم نوويّ مسؤول عن تطوير البرنامج النوويّ الذي يهدف للقضاء على الدولة العبريّة وبين الرئيس الأمريكيّ الذي يرغب في توقيع اتفاقٍ مع إيران، يسمح لها، من وجهة نظر نتنياهو، بالوصول إلى القنبلة النوويّة وأسلحة الدمار الشامل؟ وتابع ألفر قائلاً إنّه إذا كان العالم الإيرانيّ يستحّق الموت بسبب أعماله، فإنّ نفس المنطق ينسحب على بايدن، الذي يُشكّل خطرًا على وجود إسرائيل.
وخلُص المحلل الإسرائيليّ إلى القول إنّه إذا كان هناك مَنْ يعتقد بأنّ فكرة اغتيال بايدن هي فكرة جنونيّة، فليسأل نفسه لماذا. مُضيفًا ما الفرق بين مسألة العالم النوويّ والرئيس الأمريكيّ المنتخب بايدن؟ هل الفرق جوهريًا أوْ هو وليد الضغوطات والقيود؟، كما قال.
في سياقٍ ذي صلةٍ، أكّدت صحيفة (هآرتس) في افتتاحيتها أنّ الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة المهزوم دونالد ترامب، منحت قبيل مغادرتها التصريح لتصفية العالم الإيراني محسن فخري زاده، لقطع الطريق على الإدارة الأمريكية القادمة بشأن العودة للاتفاق النووي مع طهران.
وتابعت الصحيفة: “قبل لحظة من تبادل الحكم في واشنطن، يبدو أنّ الرئيس الأمريكي المنصرف دونالد ترامب أعطى مباركته لاغتيال أبي البرنامج النووي الإيراني، محسن زاده، والذي تم في عملية نفذت في شرق طهران مساء الجمعة الماضي.
ونوهت إلى أنّ الحديث يدور عن عملية ذات إمكانية كامنة كبيرة لتصعيد إقليمي هدفه استغلال لحظات نهاية الولاية لتقييد الرئيس الوافد جو بايدن، وإحباط عودة أمريكية للاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى، على حدّ قولها.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية