كواليس “الشرق الأوسط الجديد”.. نتنياهو لواشنطن لوضع اللمسات الأخيرة على السلام مع سوريّة..
زهير أندراوس

بعد التأكيدات الإسرائيليّة بإجراء مفاوضاتٍ مع السلطات السوريّة الجديدة بقيادة أبو محمد الجولاني، كشفت قناة إخباريّة عبريّة عن وجود تنسيقٍ أمنيٍّ بين دمشق وتل أبيب، لافتةً إلى أنّ الحديث يجري عن جلب قوّاتٍ من النظام الجديد مسلحة بأسلحةٍ خفيفةٍ لحراسة الحدود مع إسرائيل ومنع قوى المقاومة من تشكيل أيّ تهديدٍ أمنيٍّ لدولة الاحتلال، وأضافت في تقريرٍ لها ليلة أمس السبت، بأنّ إسرائيل وسوريّة تتجهان إلى توقيع اتفاق سلامٍ، قبل نهاية العام الجاري 2025.
ونقلت قناة I24NEWS عن مصدرٍ سوريٍّ مطلعٍ قوله إنّ “إسرائيل وسوريّة ستوقعان اتفاقية سلام قبل نهاية عام 2025″، مشيرًا إلى أنّه بموجب الاتفاقية المذكورة، ستنسحب إسرائيل تدريجيًا من جميع الأراضي السورية التي احتلتها بعد غزو المنطقة العازلة في 8 ديسمبر 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ.
ووفقًا للمصدر السوريّ عينه، ستطبع هذه الاتفاقية التاريخية العلاقات بين البلدين بشكلٍ كاملٍ، كما تشير إلى أنّ مرتفعات الجولان ستكون (حديقة سلام).
ولم يصدر حتى هذه اللحظة أيّ تعليقٍ إسرائيليٍّ أوْ سوريٍّ رسميٍّ على هذا التقرير.
وكانت إسرائيل احتلت مناطق جديدة في الجنوب السوري بعد سقوط النظام في سوريّة، أبرزها أجزاء من المنطقة العازلة التي أُنشئت بموجب اتفاقية فك الاشتباك عام 1974، ريف القنيطرة، جبل الشيخ، ومناطق أخرى، مع تعزيز وجودها العسكري وتكثيف هجماتها الجوية، في خطوة تهدف إلى إعادة رسم الخارطة الأمنية في جنوب سوريّة.
ورغم إعلان إسرائيل أنّ هذا التوغل مؤقت ويهدف فقط إلى “منع الفوضى” على حدودها، إلّا أنّ التحركات الميدانية والتصريحات الرسمية تشير إلى نوايا لبقاءٍ طويل الأمد، وفرض وقائع جديدة على الأرض جنوب سوريّة.
وقد طالبت إسرائيل بأنْ تظل محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء منزوعة السلاح، وأكّدت أنّها لن تتسامح مع وجود أيّ قواتٍ سوريّةٍ أوْ حليفةٍ لها في هذه المناطق.
من الجدير ذكره أنّ الإعلام العبري تحدث قبل أيام عن اتفاقٍ توصل إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو خلال الأسابيع الأخيرة، يقضى بأنْ تتوسّع (اتفاقيات إبراهيم) على أنْ تعترف سوريّة والمملكة العربية السعودية والدول العربيّة والإسلاميّة بإسرائيل وتقيم علاقات رسمية معها.
على صلةٍ بما سلف، نشرت صحيفة (إسرائيل هيوم) العبرية، أواخر الأسبوع، تفاصيل محادثة بين ترامب ونتنياهو والوزير الإسرائيليّ رون ديرمر وماركو روبيو، والتي أبدى فيها الأربعة ارتياحهم لنتائج العملية في إيران.
ووفق الصحيفة العبريّة، فإنّه فور الهجوم الأمريكيّ على المنشآت النووية الإيرانية، جرت مكالمة هاتفية رباعية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
وذكرت نقلاً عن مصدرٍ مطلعٍ على المحادثة أنّ “الأربعة كانوا مبتهجين للغاية لنتائج عملية قاذفات (بي2) الشبحيّة من طراز (بي 2 سبيريت)، وكانوا على حد تعبيره، في غاية النشوة، طبقًا لأقواله.
ومع ذلك، لم يكن الرضا الكبير بين الأربعة ناجمًا عن الجوانب العملية فحسب، بل أيضًا عن الخطوات التي يخططون لها مستقبلاً، حيث يهدف الرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو إلى تحقيق تقدمٍ سريعٍ نحو اتفاقيات سلامٍ جديدةٍ مع الدول العربية في إطار توسيع اتفاقيات إبراهيم.
ووفقًا للمصادر، التي اعتمدت عليها الصحيفة العبريّة في تقريرها، فقد تمّ الاتفاق على المبادئ التالية: ستنتهي الحرب في غزة خلال أسبوعين، وتتضمن شروط النهاية دخول أربع دولٍ عربيّةٍ منها مصر والإمارات لحكم قطاع غزة بدلاً من حركة حماس.
وسيتم الكشف عن بقايا قيادة حماس لدول أخرى، وسيتم إطلاق سراح الرهائن بالطبع، كما ستستوعب عدة دول حول العالم أعدادًا كبيرةً من سكان غزة الراغبين في الهجرة من القطاع.
بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، سيتم توسيع (اتفاقيات إبراهيم) وستعترف سوريّة والمملكة العربية السعودية والدول العربية والإسلامية بإسرائيل وتقيم علاقات رسمية معها.
وستُعبِّر إسرائيل عن استعدادها للتوصل إلى حلٍّ مستقبليٍّ للصراع مع الفلسطينيين في إطار مفهوم الدولتين بشرط إجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية، فيما ستعترف الولايات المتحدة بتطبيق جزءٍ من السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ووفق المصدر ذاته، نوقشت هذه الرؤية الطموحة في محادثة بين الأربعة ليلة الاثنين والثلاثاء، وتحتاج هذه الرؤية إلى تحقيقٍ سريعٍ والخطوة الأولى هي إنهاء الحرب في غزة.
وفي غضون ذلك، صرح مصدران سياسيان لصحيفة (إسرائيل هيوم) بوجود ضغطٍ شديدٍ من الرئيس الأمريكيّ على رئيس الوزراء نتنياهو لإنهاء الحملة على قطاع غزة، ولفتا إلى أنّ هذا الضغط بدأ حتى قبل الهجوم الإسرائيليّ على إيران واستؤنف فور انتهائه، إلّا أنّ مصدرًا آخر صرح بأنّه لا يُعرف سبب هذا الضغط، على حدّ تعبيره.
كما علمت الصحيفة العبريّة أنّ الخوف من انهيار الخطة الطموحة كان أحد أسباب غضب الرئيس ترامب الشديد من الهجمات الإسرائيلية، عقب إعلانه وقف إطلاق النار مع إيران.
في الختام كشفت المحللة السياسيّة في القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ أنّ الهدف الرئيسيّ من زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض في غضون الأسابيع القريبة هو وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق السلام مع سوريّة، لافتةً إلى أنّ توسيع (اتفاقيات أبراهام) تشمل أيضًا السعوديّة وإندونيسيا وماليزيا.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية