كيف أتعامل مع خطيبي بالذكاء العاطفي؟
الذكاء العاطفي هو القدرة الأنثوية على تحديد وفهم ومراقبة وإدارة عواطفها ومشاعرها بشكل صحيح وفعال، وكذلك التعرف على مشاعر الطرف الآخر وفهمه، وتفهم احتياجاته واهتماماته ومصادر قلقه، والتعامل معه وقراءة مشاعره والتعاطف معه ومنحه الدعم والمساعدة أثناء احتياجه؛ أيْ أنها تلك القوة الخفية التي تمتلكها كل امرأة على إخضاع المشاعر للتحليل والتفكير المنطقي.
«سيدتي» التقت بالدكتورة نرمين فؤاد، استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية.
تقول د. نرمين لـ«سيدتي»: تمتاز المرأة بالقدرة العاطفية والذكاء العاطفي عن الرجل، وذلك بطبيعة تكوينها؛ حيث إنها أقدر على تفهم مشاعر الآخرين، وفي المسؤولية الاجتماعية، وبخلاف الرجل؛ فهو يحكمه المنطق أكثر ولا ينساق وراء مشاعره.. وأثناء علاقتك بخطيبك، تستطيعين أن تجعلي المشاعر تنمو باستمرار إذا أحسنت استخدام “الذكاء العاطفي”.. فأن تعرفي سيدتي كيف تستخدمين عواطفك بذكاء في علاقتك بخطيبك، يعني أنك امتلكت مفتاح السعادة الزوجية فيما بعد.
– قدرات تمتلكها الأنثى للتعامل مع حياتها الخاصة:
تتمتع المرأة بكثير من القدرات الفائقة التي تعينها وتستعين بها في حياتها الخاصة؛ فقوة المرأة تكمن في مدى فهمها للأمور، وفي ذكائها واحتوائها، ومقدرتها على فهم المشاعر وإدراكها وتحليلها بصورة صحيحة؛ بل والوصول إلى حلول لها من خلال بعض القدرات:
- المسئولية.. تتمتع المرأة بقدرة عالية من المسؤولية؛ فهي قادرة على النجاح في عملها، والنجاح في حياتها الخاصة بالوقت نفسه؛ لما تتمتع به من قدرة على القيام بعدة مهمات في وقت واحد.
- تجاوزالمشكلة.. تتمتع المرأة بالقدرة على المواجهة والتحدي وتجاوز المشكلات والخلافات التي تواجهها، رغم تأثرها بها، ومهما كانت شدتها؛ بل والتعامل معها بمرونة.
- الصبر والهدوء.. المرأة ليست كالرجل؛ فلها المقدرة على التحكم بذاتها والصبر والهدوء، وعدم الاندفاع أو التهور في التعامل إن واجهتها إحدى المشاكل؛ فهي تستطيع بحكمتها أن تتحكم بذاتها لنجاح أيّة علاقة وأيّة مشكلة.
- التعاطف واللطف.. تتمتع الأنثى بالإنسانية والعطاء واللطف في التعامل والتعاطف والقدرة على التفهم؛ فقدرتها على هذه الموازنة بين العاطفة والمنطق، جعلها تستطيع اتخاذ القرارات الصحيحة في حياتها العملية والعاطفية، وإليك المزيد من القدرات التي تملكها الأنثى، يمكنك اكتشافها من خلال نصائح فترة الخطوبة للبنات.
– طرق استعمال الذكاء العاطفي مع الخطيب:
-
الابتعاد عن النقد الهدام
النقد أو الاستخفاف، هو وسيلة سلبية، وأصحابه غالباً من الذين لا يقبلون الرأي الآخر، ويحاولون فرض رأيهم على الجميع من منطلق أنهم هم المحاورون، وأن رأيهم دائماً هو الصائب، وهذا بعيد تماماً عن قيم الذكاء العاطفي؛ لذلك ننصحك بالابتعاد عن هذا النقد؛ فلن تجني منه غير تجريح وتحطيم وفقدان ثقة خطيبك واحترامه؛ لذلك لا بد من تغيير نقدك وثقافتك الاستخفافية، لأداة قيّمة وأسلوب تحفيزي، ويكون هدفه تقديم ملاحظة أونصيحة استرشادية أو فكرة إيجابية؛ لأجل إجراء التحسينات والوصول إلى حلول، وتحقيق نتائج أفضل.
-
الاحتواء
الاحتواء في العلاقة بينكما، بمعنى إظهار الحب والاهتمام بخطيبك، كالاتصال التليفوني للاطمئنان والسؤال عنه، والاحتواء العاطفي أحد أشكال الذكاء العاطفي والمساندة، وتقديم المساعدة العملية للتخفيف عنه في أوقات الضغوط، والعمل على تحقيق الاستقرار النفسي له، بالتقدير والمودة والابتعاد عن التهديد والترهيب بإنهاء العلاقة عند وقوعه في إحدى المشاكل، والوقوف بجانبه، أو اختيار تعابير لفظية تتسم بالثناء عليه كلما قام بعمل يستحق أو مجهود لتكملة عش الزوجية، والبعد عن التوبيخ أو الاستهتار بآرائه الشخصية.
-
الكلام الإيجابي والتشجيع
عليك دائماً أن تُظهري اهتمامك به، وأن تُشعريه بأنه أهم أولوياتك، واحرصي دائماً على التحدث عن مستقبلكما معاً وحياتكما الزوجية فيما بعد، ومدحه أمام عائلتك والآخرين؛ فإن هذه الكلمات تجعل خطيبك يشعر بالثقة والأمان معك، ويعطيه الإحساس بأنه مرغوب لديك، ولا تبخلي بالتعبير له عن مقدار حبك واحترامك وإعجابك به، والإيمان بقدراته وبكفاحه للحصول عليك؛ فهذا التشجيع يعطيه الإحساس بالاستمرارية، ويعطي جرعات إيجابية لعلاقتكما المستقبلية.
-
التحكم في نبره الصوت
نبرة صوتك هي مرآة تعكس ما تشعرين به، وأحد أهم مفاتيح الذكاء العاطفي؛ فتجنبي رفع صوتك على خطيبك بطريقة غير لائقة عند تواجدكما بمكان عام، وحتى لا تضعيه في موقف محرج يخدش كبرياءه، ونبرة الصوت العالي تعطي إحساساً بالتسلط والتشبث بالرأي، ونبرة الصوت المتوسطة لا هي منخفضة ولا مرتفعة، تدل على الثقة بالنفس، وأنك متقبلة لآراء خطيبك؛ حتى ولو كان مختلفاً عن رأيك، وإذا كانت نبرة الصوت هي أحد مفاتيح الذكاء العاطفي؛ فهناك مفاتيح أخرى للتعامل مع الخطيب؛ فما هي؟
-
التسامح والمغفرة
العفو والصفح سبيل إلى الألفة والمودة؛ فكثيراً ما يحدث سوء تفاهم في العلاقة بينك وبين خطيبك، وقد تنتابكما أفعال قد تعتبرينها تصرفات خاطئة أو مَقيتة، أو بعض الزلات والأخطاء الصغيرة التي يرتكبها من دون قصد، والتسامح الحقيقي، أن تكوني في موضع القوة، وأن تكوني مالكة القدرة وتعفي وتغفري؛ فبالعفو والقلب الرحيم، ستكسبين الرفعة والمحبة، وسيساعدك على تصفية قلبك من المشاعر السلبية، مثل: الاستياء والغضب، وهو طريق رائع لتنقية العلاقة وتقوية الروابط بينك وبين خطيبك.
-
الثبات والضبط الانفعالي
أيْ أن يكون لديك القدرة على التحكم في انفعالاتك؛ فلا تظهري بشدة الانفعالات من الغيرة أو الفرح أو الحب، وأن تغيريها بكظم الغيظ والهدوء وعدم الاهتمام بصغائر الأمور، يؤكد أنك تتمتعين بالذكاء العاطفي، ولذلك لا تتركي أيّة فرصة للغضب أن يتملكك، ولا تعطي أحكاماً سريعة للمواقف المختلفة، ومن ثَمّ سيكون ذلك تدريباً تكتسبين من خلاله مهارة الثبات الانفعالي لأيّ موقف تتعرضين له مع خطيبك.
-
اختيار التوقيت المناسب لكل شيء
يجب أن تعلمي أن الحوار الجيد مع التوقيت الخاطئ، قد يحوّل مسار النقاش إلى مشاكل، أنت في غنى عنها، قد تثير غضب خطيبك وتجعله لا ينصت إليكِ أو يهتم لحديثك، واحرصي دائماً على اختيار الأوقات المناسبة والهادئة التي يمكنك خلالها التحدث معه.
- ثقافة الاعتذار
الاعتذار أحد أذكى وسائل الذكاء العاطفي، وهي طريقة ممتازة لإصلاح الأمور، ووسيلة لا تسمح لترك أيّة مساحة للخلاف بينك وبين خطيبك؛ فمن المؤكد أنه تكون هناك أخطاء أو هفوات غضب تحدث بينكما؛ فلا بد أن تكون عندك هذه الثقافة، في أن تبادري بالاعتذار إن أخطأت في حقه، طالما أن هناك محبة ورغبة في استكمال الحياة مع خطيبك؛ وصولاً لمرحلة الزواج والحياة السعيدة، إلا أنك لن تصلي لهذه الحياة السعيدة، إلا إذا أدركت أن هناك أشياء يجب أن تكون واضحة خلال فترة الخطوبة.
مجلة سيدتي