كيف أخطأت خامس سيدة في التاريخ تفوز بنوبل في بحث علمي؟
مصداقاً لصفة “تواضع العلماء”، أعلنت عالمة حائزة على جائزة نوبل للكيمياء تراجعها عن نتائج بحث نشرته عام 2019، بعد اعترافها أن البحث تم إجراؤه بشكل سيئ ونتائجه خاطئة، بحسب ما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وفازت الدكتورة فرانسيس أرنولد بجائزة الكيمياء المرموقة لعام 2018، والتي بلغت قيمتها مليون دولار بالمشاركة مع عالمين آخرين، تكريما لأبحاثهم في مجال كشف تطور الإنزيمات.
إنزيمات بكتيريا E.coli
فيما أشارت ورقة منفصلة نشرت العام الماضي إلى أن الإنزيمات الموجودة في بكتيريا الـE.coli يمكن أن تضطر إلى التطور بطريقة تمنحها دقة قصوى في التحكم حيثما تحدث التفاعلات الكيميائية.
لكن الدكتورة أرنولد، التي تعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، تراجعت عن هذا الورقة البحثية مؤخرا بعد أن تبين أنها غير صحيحة. وقالت في تغريده على منصة “تويتر” إنها كانت “منشغلة للغاية” عندما تم نشر بالدورية العلمية وإنها لم تؤد وظيفتها بشكل جيد.
حائزي نوبل يخطئون
في حين، أثنى علماء كثيرون على أرنولد لكونها صادقة، وعلى مسارعتها للاعتراف بالأخطاء وإظهار أنه حتى الفائز بجائزة نوبل يمكن أن يرتكب أخطاء.
وفي تغريدتها، كتبت أرنولد: “من المؤلم الاعتراف بذلك، ولكن من المهم القيام بذلك. أعتذر للجميع. كنت منشغلة للغاية عندما تم تقديم هذا (البحث) ولم أؤد وظيفتي بشكل جيد”.
هذا ونُشرت الورقة البحثية، التي تحمل عنوان “تحديد المواقع الإنزيمية C ‒ H وسطًا لتوليف اللاكتام المتنوع” وأعدتها أرنولد بالاشتراك مع الدكتور زهي جون جيا وإينا تشو، زميليها في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، في المجلة العلمية المرموقة “Science”، ولكن بكل الشرف والأمانة قامت الدكتورة أرنولد بإعلان تراجعها عن النتائج المذكورة في الدراسة المنشورة، وهي الطريقة المعتادة من جانب العلماء لسحب ما تم نشره والاعتراف بتضمنه لخطأ ما في الاستدلال أو الخطوات التي قادت للنتائج من أيام قليلة.
فيما لم تفز الدكتورة أرنولد بجائزة نوبل للكيمياء عن هذا البحث أو بالمشاركة من نفس فريق العمل وإنما كانت الجائزة عن بحث آخر في عام 2018.
وقالت أرنولد، وهي خامس سيدة في التاريخ تفوز بجائزة نوبل للكيمياء، وهي الآن عضو في مجلس إدارة شركة Alphabet التابعة لشركة غوغل، إنها تشعر بقلق وضيق تام لأن العمل لم يكن دقيقا.
ثناء ومساندة
وقام علماء كيميائيون من حول العالم بكيل الثناء على أرنولد لامتلاكها المصداقية والشجاعة للاعتراف بخطئها وتراجعها عنه.
وغرد أنمول كولكارني، العالم في المؤسسة الإيطالية لأبحاث السرطان، قائلا: “رؤية تغريدة العالمة الحائزة على جائزة نوبل وهي تتراجع عن [نتائج] ورقة بحثية توضح مدى أهمية أن يكون العالم صادقًا في بياناته”.
وقال الدكتور دومينيك هوغلاند، وهو باحث في كلية كينغز كوليدج لندن: إن “هذا يدل على أن أي شخص يمكن أن يرتكب خطأً صريحا وأن يتصرف لتصحيح ذلك وهو أفضل رد فعل [يمكن القيام به]”.
وأضاف الدكتور هوارد جونكا، وهو عالم في معهد ليبنيز الألماني: “الفائزة بجائزة نوبل تعلم العالم درسًا: مواجهة وتصحيح الأخطاء والتعلم منها بشفافية وتواضع!”
العربية.نت