كيف تساعد والديك على عيش أيامهم الأخيرة بسعادة؟

يقال ان الانسان الكهل كالطفل الصغير، يحتاج عنايةً خاصّة. هذه المقولة صحيحة لأن تخطي الانسان عتبة الستين من عمره يضع نصب عينيه فكرة الموت كهاجسٍ قريب في اي لحظة، كما تبشّر ايام الطفولة الأولاد بالغموض والخوف من المستقبل وعدم معرفة دورهم الحقيقي في الحياة. لكن المسألة الاكثر دقّة من ناحية العجزة انهم يعلمون النتيجة الحتمية لما ينتظرهم بعد اشهر او سنواتٍ قليلة: أي الرحيل. وبالتالي من الضروري ان يتخطوا هذا العائق النفسي او الا يتبادر الى ذهنهم أصلاً. ويتم ذلك من خلال المحافظة على فعاليّة دورهم مجتمعيّاً، لأن فقدان الفرد لهويته الفاعلة في المجتمع يجعله ينطوي على ذاته ويفضّل النوم والانطواء بمفرده بمعزلٍ عن الجميع. وفي هذا الاطار اليكم 3 خطوات تساعدون فيها اهلكم على عيش آخر سنوات عمرهم بساعدةٍ وسلامٍ وأمان.

• شاركهم تفاصيل حياتك الخاصّة

هي الخطوة الأهم التي يطمح اليها الاهل في نهاية مسيرتهم الحياتية: أن يكونوا الى جانب ابنائهم ويشعروا كأنهم جزء لا يتجزّأ من عالمهم. من هنا بات اعتبار اللجوء الى دور العجزة اكثر انواع الاساليب التي تقهر الأهل في كبرهم وتجعلهم يعتبون على القدر الذي اوصلهم الى هذه النتيجة. ونقصد بالتفاصيل الخاصة اليوميات العادية المليئة بالأحاديث والتفاصيل الاجتماعية والزيارات العائلية. بهذه الطريقة يشعر المسن انه لا يزال منتمٍ الى العالم نفسه الذي كان يعايشه في شبابه وانه محطّ تقديرٍ من قبل الآخرين. والأهم أنه يحافظ على وجوديّته.

• عزّز لهم الأنشطة التي تستهويهم

نقصد بذلك الهوايات والنشاطات التي لطالما نالت اعجابهم وشكّلت جزءاً اساسيّاً من ذكرياتهم الحياتية الجميلة. قد تكون انشطة ثقافية او رياضية او ترفيهية، لا فرق، المهم ان مزاولتهم اياها تجعلهم يتناسون مرحلة الكهالة ويشعرون انهم في ريعان الشباب. هم بالتالي يعايشون مرحلة شبابهم ولا يستذكرونها. وهذا ما يؤكّد ان سنوات العمر لا علاقة لها بمفهوم العجز الذي يرتبط بالوضع النفسي للانسان. ومن المفضل أيضاً مشاركتهم هذه النشاطات للتعبير عن الاهتمام والتأكيد ان ما يقومون به مهم ومحطٌّ للأنظار.

• ساعدهم على اكتشاف الجديد

من الضروري ان يشعر الانسان في آخر عمره أنه لا يزال يكتشف خبايا وتفاصيل جديدة تحثّه على متابعة المسيرة. الاكتفاء يعني دائماً الانكفاء. وبالتالي ان مساعدتهم على عيش تجارب حياتية جديدة اولوية تترجم من خلال الأسفار وزيارة البلدان والمعالم السياحية الجديدة اضافةً الى مساعدتهم في مواكبة التكنولوجيا والعادات والأفكار الجديدة الرائجة في المجتمع. هذا لا يعني انه من الضروري ان يصيروا جزءاً من الحداثة والتطور، لكن لا بد لهم من معرفتها وإبداء رأيهم فيها على الأقل. وهذا ما يساعدهم على الانخراط اكثر في صفوف المجتمع ويجعلهم محط اعجاب لدى الاجيال الجديدة التي تجد انهم يجارونهم في افكارهم.

صحيفة النهار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى