كيف تصنع … نجماً وتطفئ نجوم ؟؟؟
فجأة .. ينشغل المجتمع بالحديث عن شخصية ما.. أو إنجاز ما …أو فكر ما .. ويتداولها الإعلام كحدث بارز .. وتتناولها صفحات المجلات كصورة للغلاف وجذب الانتباه .. ويبدأ الناس بإبداء الاعجاب أو الاستياء أو المديح أو الذم ..ليتحول هذا الحدث أو الشخصية إلى نجم المرحلة وحديث
الساعة .
فنان .. سياسي .. بطل .. مجرم .. الخ من نماذج من الشخصيات التي تتحول فجأة إلى فقاعة الموسم، وضربة إعلامية يحصد متبنيها الأضواء والشهرة والمال .
إنه الإعلام صانع النجوم .. وصانع الرأي .. وصانع الحدث .. وخلفه المال ومصدر التمويل ومصالح الممولين .
قد لا يكون الحدث أو الشخص بحجم الدعاية التي يتم تسويقه بها. قد يكون فناناً هابطاً بصوت ضعيف وأداء سيء، أو شخصية عادية باعتبارات سياسية معينة ولمصالح محددة .. ولكن التركيز عليه وإبرازه على الساحة الإعلامية دوماً ، والحديث عنه كأنه الأفضل والأحدث وروح العصر، تجعل منه فعلاً فناناً أو شخصية مهمة يتباهى الناس بتتبع أخبارها وإصداراتها وحياتها.
إضافة إلى ذلك، هناك حالة العدوى الجماعية حيث يبدأ بعض الناس بإقناع أنفسهم بضرورة الإعجاب بهذا النجم وابداء الرأي فيه وإظهار إعجابهم ومحبتهم كناس معاصرين لكل ما هو جديد ومموض.
هذا الإعلام نفسه قادر على حرق وإطفاء نجوم حقيقيين ... بسبب خلاف مع أحد الشخصيات الاعتبارية ..أو لمصلحة أحد الممولين الأكثر كرماً وسخاءً ..أو بسبب الحاجة لمجاراة العصر وابتكار موضة جديدة .. ولو على حساب الذوق الراقي والحس الانساني .
فالإعلام ومن خلفه (( المال .. المصالح .. الموضة .. العدوى الجماعية )) .. تصنع النجوم وتطفئها … ولكن .. رغم ذلك ومع الوقت تبين أن هناك نجوماً حقيقيين لا ينطفئ نورهم مهما حاول البعض إطفاءهم وحرقهم ..وهم من قدمو للفن والبشرية والإنسانية أرقى أنواع الفن والفكر.. والانجازات العلمية والثقافية والسياسية .
وهناك نجوم وهميون أطفأتهم أعمالهم الهدامة وأفكارهم السوداوية .. ولو ظهروا كنجوم لمرحلة وموضة لعصر ..
إلا أن الفن الحقيقي والفكر الانساني العميق، والانجازات المطورة البناءة ..هي التي تبقى وتدوم وتبرق كنجوم لا تنطفئ .. وما عداها فإلى زوال .. مهما حاول البعض تسويق العكس ولو نجحوا لفترة محدودة ..!!