علوم وتكنولوجيا

كيف غيّر إنترنت الأشياء شكل حياتنا اليومية؟

يشهد العالم خلال السنوات الأخيرة تحولًا جذريًا تقوده تقنية إنترنت الأشياء (IoT)، التي تجمع بين الأجهزة الذكية وشبكات الاتصال لإنشاء منظومة مترابطة تُدير نفسها بنفسها تقريبًا. يقوم هذا المفهوم الحديث على ربط أجهزة مادية مزوّدة بحساسات وبرمجيات بالإنترنت، بحيث تتمكن من جمع البيانات ومشاركتها واتخاذ قرارات تلقائية دون تدخل بشري مباشر.

 

ما هو إنترنت الأشياء؟

تعمل أجهزة إنترنت الأشياء على التقاط البيانات من البيئة المحيطة بها—سواء كانت حرارة أو حركة أو صحة أو موقعًا جغرافيًا—ثم إرسالها إلى خوادم أو منصات تحليل لاتخاذ إجراءات أوتوماتيكية. ويشمل ذلك كل شيء تقريبًا: من المصابيح الذكية التي تُطفأ تلقائيًا، إلى أنظمة مراقبة السيارات، وحتى الروبوتات في المصانع.

وفي خطوة جديدة، وافقت مصر على تشغيل خدمة إنترنت الأشياء لسبع شركات متخصصة في قطاع السيارات، وهو ما يعزز التوجه نحو السيارات الذكية، والقيادة الذاتية، وأنظمة المراقبة عن بُعد.

أين يظهر إنترنت الأشياء في حياتنا؟

تنبض هذه التقنية في كل مكان حولنا تقريبًا:

  • المنازل الذكية: مثل المكيفات وأنظمة الإضاءة وأجهزة الأمن المتصلة.
  • السيارات الذكية: التي تراقب الأداء وتحدد مواقع الأعطال وترتبط بخدمات الطوارئ.
  • القطاع الصناعي: حيث تُستخدم أجهزة الاستشعار لمراقبة خطوط الإنتاج والطاقة وتخفيض الهدر.
  • الأجهزة القابلة للارتداء: كالساعات الذكية التي تتابع اللياقة والنبض والنوم.
  • مكبرات الصوت الذكية: التي تُدير المهام المنزلية كإضافة المنتجات لقائمة التسوق أو التحكم بالأجهزة.

لماذا يعتبر إنترنت الأشياء مهمًا؟

تكمن أهمية هذه التقنية في قدرتها على تبسيط المهام المعقدة وتحسين كفاءة استهلاك الوقت والطاقة والموارد. فالأجهزة الذكية لا تجعل الحياة اليومية أسهل فقط، بل تساعد أيضًا في خفض التكاليف وتحسين جودة الحياة، كما يحدث مع أنظمة الإضاءة الذكية التي تعمل فقط عند الحاجة.

وتشير تقديرات موسوعة بريتانيكا إلى أن عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت اليوم يبلغ مليارات الأجهزة، في حين يتوقع أن يتوسع تأثير إنترنت الأشياء بشكل أكبر بعد عام 2025، ليعيد تشكيل الصناعة والاقتصاد والتجارب الإنسانية.

أنواع أجهزة إنترنت الأشياء

تنقسم الأجهزة التي تشكل شبكة إنترنت الأشياء إلى نوعين رئيسيين:

  1. الأجهزة الرقمية أولًا

وهي الأجهزة التي صُممت منذ البداية لتكون متصلة بالإنترنت، مثل:

  • الهواتف الذكية
  • أجهزة الدفع الرقمية
  • أنظمة الاتصال بين الآلات (Machine-to-Machine)

هذه الأجهزة تُولّد وتبادل البيانات باستمرار عبر الشبكات.

  1. الأجهزة المادية أولًا

وهي أجهزة عادية أُضيفت إليها لاحقًا شرائح اتصال صغيرة لجعلها ذكية، مثل:

  • سلاسل المفاتيح
  • السيارات
  • الأجهزة الطبية

بهذه الشرائح تصبح قابلة للتتبع والمراقبة والعمل عن بُعد.

كيف يؤثر إنترنت الأشياء على المجتمع؟

يسمح هذا النظام المتكامل للأفراد والمؤسسات بالتفاعل عبر الأجهزة المحمولة، والتحكم عن بُعد بالأنظمة، ومشاركة البيانات بشكل لحظي.

وأثناء جائحة كورونا، لعبت أجهزة قياس الحرارة المتصلة بالإنترنت دورًا مهمًا في تحليل انتشار الفيروس، عبر تتبع مناطق تزايد حالات الحمى.

إنترنت الأشياء لم يعد مجرد مفهوم تقني مستقبلي، بل أصبح جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، ومن المتوقع أن يعيد تشكيل العلاقة بين الإنسان والتقنية في السنوات القادمة، مع دخول دول مثل مصر بقوة إلى هذا المجال عبر دعم الشركات التي تعتمد عليه، خاصة في قطاع السيارات.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى