لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. الولايات المتحدة تخلف موعدها مع المساعدات الدولية في أزمة كبرى والصين تعوضها
لأول مرة لم تقدم الولايات المتحدة والدول الغربية مساعدات مالية الى معظم دول العالم ومنها العالم العربي بعد انتشار وباء كورونا “كوفيد-19”، ويحدث العكس مع الصين التي قدمت مساعدات الى العالم برمته الفقير والغني منه.
وحرصت الولايات المتحدة على إظهار نفسها بمثابة الراعي لدول العالم منذ الحرب العالمية الثانية بمساعداتها المالية والمادية مثل الغذائية والمعدات والسلاح الى الدول الفقيرة، ووقفت الى جانب الدول العربية في أزمات متعددة، فبعد الهجوم على العراق سنة 1991، تبرعت بمليارات الدولارات لصالح الدول العربية التي وقفت معها والتي تضرر قطاعها السياحي، وكررت نفس الأمر سنة 2003.
لكن هذه المرة لم يصدر عن الولايات المتحدة أي موقف تضامني مع العالم وخصوصا العالم العربي، فقد رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب راية الدفاع عن بلاده، وبالكاد أراد توجيه بعض ملايين من الدولارات الى بعض الدول والتي لم تبدي اهتماما بها، ويقع هذا لأول مرة في تاريخ المساعدات الدولية بفقدان الغرب المبادرة.
في المقابل، حصلت كل الدول العربية تقريبا على مساعدات طبية مهمة من جانب الصين، تمثلت في شحنات من الأدوية مثل الكمامات الطبية وماكينات التنفس الاصطناعي وأجهزة الكشف السريع، وحلت فرق طبية ببعض الدول العربية للمساعدة في محاربة فيروس كورونا، وتعد المساعدات الطبية رئيسية لدول مثل سوريا والجزائر ومصر وتونس، وتتحدث وسائل الاعلام العالمية عن المساعدات، كما حصلت دول من القارات الخمس بمساعدات وتسهيل في الصفقات الخاصة بالمواد الطبية.
والعالم مقبل على أزمة اقتصادية عنيفة، وترغب دول العالم ومنها الدول العربية على الاستثمارات والقروض الصينية للخروج من الأزمة الحالية بعدما تخلت الولايات المتحدة عن دورها وأصبحت تعاني كثيرا، وتتوفر البنوك الصينية على أكبر احتياطي مالي بسبب الفائض التجاري لصالح الصين. وستستغل الصين هذه الفرصة التاريخية للتحول الى أكبر مقدم للمساعدات للدول المحتاجة، وهي خطوة أخرى نحو تربعها على العالم كقوة تقف ندا للولايات المتحدة أو تزيلها.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية