لا للفرار ..!!!

بعد كم من السنين تتحول العلاقة الزوجية الى شكل من أشكال الواجب والمسايرة الاجتماعية .. وتأخذ في بعض الأحيان شكل مصارعة الديوك الرومية … !!! تتعالى الأصوات وتتشابك الكلمات ويصبح الاصغاء والاستماع ضرباً من الخيال.. وفكرة النقاش والحوار رفاهية يسعى إليها الطرفان ..!!!

فعلاً غريبة هذه الحالة … ولكنها مألوفة ، طبيعية ، وتعاني منها كل العلاقات الزوجية … !! هي ليست حالة مرضية ، وليست بداية انهيار العلاقة إذا تم استيعابها بشكل صحيح ، وتفهم كل طرف أن الروتين والتعود هو مرحلة طبيعية من مراحل الزواج بعد فترة الاثارة والاستكشاف .. يحتاج فيها كل طرف الى تقبل واقع الالتزام والاستقرار والواجبات الزوجية والاجتماعية ..

فالحب لا يتوقف ولا ينتهي ، انما يأخذ شكلاً جديداً يحتاج الى فترة ليتبلور ويصبح أكثر نضجاً ، فيتحول من حب عذري جامح الى حب هادئ ناضج ..وتدخل المسؤوليات وهموم الحياة وتربية الأولاد لتأخذ حيزاً كبيراً من اهتمام ومشاعر وأولويات الطرفين … فيشعر الشريك أحياناً بالاهمال … وبأن شريكه يتلهي عنه ومأخوذ بضغوطات الحياة .. فيبدأ الاحتجاج ومحاولة لفت الاهتمام بابداء الامتعاض والجدل والاستفزاز وتتوقف لفترة لغة الحوار … ويبدأ الملل بالتسرب للعلاقة ومحاولة إيجاد البدائل الخارجية لإنعاش المشاعر المتلبدة من ضغوطات الحياة … !! ولكن إذا انتبه كل من الطرفين وتنبه الى ضرورة الاصغاء وإنعاش العلاقة وإحياء المشاعر والحب والذكريات .. وتفهم حالة الملل والروتين التي يمر بها كلا الطرفين .. وحاولا معاً إيجاد حلول لاشعال العلاقة من جديد ..بالصراحة .. بالتفهم .. بالابتعاد معاً ولو لفترة وجيزة عن ضغوطات العمل والبيت والأولاد .. لعاد الفتيل إلى الاشتعال .. وعادت العلاقة الزوجية أقوى وأمتن، وتابعا معاً مواجهة الحياة … لأؤكد أن الحب لا يتوقف ولا ينتهي ، إنما ينضج ويأخذ شكلاً جديداً من الالتزام والمسؤولية والقرار …

حالة أحببت أن أخوض فيها في خضم حالة عدم الاستقرار التي نعيشها كلنا، والتي تنعكس بدورها على علاقاتنا ومشاعرنا .. لننتبه الى أن الحالة طبيعية ، وعلينا تجاوزها لكي لا يكون الملل والروتين والحرب .. سبباً لإفشال العلاقة الزوجية وللفرار..!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى