للمرّة الثانية خلال 10 أيّامٍ: الجيش الإسرائيليّ يُجري مناورةً لاجتياح قرىً لبنانيّةٍ برًا وجوًّا استعدادًا لحرب لبنان الثالثة
أنهى جيش الاحتلال الإسرائيليّ مُناورةً تُحاكي احتلال قرى لبنانيّة، كما أفاد المُراسِل العسكريّ في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، نير دفوري. وبيّن التقرير، الذي بثّه في النشرة المركزيّة قوات بريّة من جيش الاحتلال تقتحم القرى اللبنانيّة، بمُشاركة المُدرعّات والدبابات، والطائرات التي تجمع المعلومات وتقصف من الجو، بالإضافة إلى طائراتٍ مُسيّرةٍ صغيرةٍ وطائراتٍ من دون طيّارٍ، مُشدّدَا على أنّ القرية التي تمّ اقتحامها كانت مليئةً بمُقاتلي حزب الله اللبنانيّ، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ الهدف من المُناورة هو احتلال القرية اللبنانيّة والقضاء على جميع مُجاهدي حزب الله.
وشدّدّ المُراسِل في تقريره على أنّ المُناورة، وهي الثانية من نوعها خلال الأيّام الـ10 الأخيرة، جرت في مركز الإرشاد، (باهاد 1)، أيْ المدرسة التي تقوم بتأهيل الضبّاط في جيش الاحتلال.
عُلاوةً على ذلك، لفت التقرير التلفزيونيّ، الذي يدخل في إطار الحرب النفسيّة الشرِسة التي تقودها إسرائيل ضدّ حزب الله، لفت إلى أنّ القوات التي شاركت في المُناورة المذكورة قامت بالتدرّب على مداهمة قريةٍ لبنانيّةٍ تتواجد فيها مقرّات لحزب الله، بالإضافة إلى منصات إطلاق صواريخ منصوبةٍ، مُضيفًا في الوقت ذاته أنّ “العملية العسكريّة المركزيّة” التي جرى التدرّب عليها هي إغلاق دائرة بين القوات، أيْ منذ رصد هدفٍ أوْ عدوٍّ وحتى استهدافه، إنْ كان ذلك من الجوّ، أوْ بواسطة قوّةٍ بريّةٍ من المدرّعات أوْ المشاة، كما أكّد في تقريره.
وأشار التلفزيون العبريّ إلى أنّه بحسب تقديرات شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، فإنّ جيش الاحتلال يعرِف جيّدًا أنّ حزب الله يتواجد في مخابئٍ عميقةٍ تحت الأرض، وبناءً على ذلك، فقد قامت القوّات المُشارِكة في المُناورة بالتدرّب على القتال تحت الأرض وفي الأنفاق، وقامت بالقضاء عليهم بواسطة قوّات الهندسة التابِعة للجيش الإسرائيليّ، وأوضح الجنرال بيني أهارون في حديثه للتلفزيون العبريّ أنّ الجيش الإسرائيليّ لن يقم بالدخول إلى كلّ قريةٍ لبنانيّةٍ، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ الجنرالات، عند اندلاع المُواجهة العسكريّة مع حزب الله، سيقومون باختيار الأهداف التي يتحتّم على الجيش احتلالها، وذلك في الأماكن التي نعرف أنّها تُساعِدنا في سحق العدوّ، أيْ في الأماكن التي تُعتبر بالنسبة لحزب الله مركز الثقل، على حدّ تعبيره.
وكشف الجنرال أهارون في سياق حديثه أنّ المُهمّة الأكثر تركيبًا وتعقيدًا في المُواجهة بين جيش الاحتلال وحزب الله هي الكشف عن العدوّ الذي يتمترس تحت الأرض، أوْ أنّه يقوم بالتواجد فوق الأرض لفترةٍ زمنيّةٍ قصيرةٍ، ومن ثمّ يعود للاختباء تحت الأرض، وبعد الكشف عنه سحقه بشكلٍ كاملٍ، على حدّ قوله، مُضيفًا أنّه في المُناورة التي انتهت شارك جميع الجنود المؤهلين ليكونوا قريبًا ضباطًا في جيش الاحتلال، بهدف تعلّمهم كيف تكون ساحة القتال، وما هو المُتوقّع منهم أنْ يفعلوا خلال الحرب ضدّ حزب الله، لافتًا إلى أنّ الاستخبارات الإسرائيليّة تقوم بمُراقبة حزب الله على مدار الساعة وبدون توقّفٍ، كما أكّد.
وكانت القناة العبرية نفسها نقلت مؤخرًا على لسان قائد اللواء 401، العقيد دودو سونغو، قوله إنّ إعداد القوات لمواجهةٍ محتملةٍ مع “حزب الله”، هي حاجة فورية، وساق قائلاً للتلفزيون العبريّ إنّه كلّما استقرّ الوضع أكثر في سورية، فإنّ حزب الله يزيد من إعادة قواته إلى لبنان، على حدّ زعمه.
وتابع قائلاً إنّه على الرغم من الضربات التي تلقّاها حزب الله في سورية، إلّا أنّه يعود إلى لبنان مع خبرةٍ قتاليّةٍ كبيرةٍ جدًا، مؤكّدًا في الوقت عينه على أنّ حزب الله لم يَعُد تنظيمًا يعتمِد على حرب العصابات، بل أصبح جيشًا حقيقيًا، مُختتمًا تصريحاته بالقول: هم قاتلوا في سورية ضمن كتائب وسرايا، مثل الكثير من الجيوش النظاميّة، على حدّ تعبيره.
ومن الأهمية بمكان التشديد في هذه العُجالة على أنّه وفقًا للتقدير الإستراتيجيّ الإسرائيليّ، وللسنة الثالثة على التوالي، يعتبِر كيان الاحتلال حزب الله العدوّ الأكثر والأشّد خطرًا على إسرائيل، تليه الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، وفي المكان الثالث تنظيمات المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية