لماذا أعلنت إسرائيل عن “تسلّلٍ جديد”؟..

قالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان مقتضب جدا يُثير الأسئلة أنها ستتابع التحقيقات التي ستقوم بها السلطات الإسرائيلية بالتنسيق مع السفارة الاردنية في تل أبيب بخصوص الاعلان المفاجئ عن تمكن شخصين من التسلل بسلاحهما من الأردن في منطقة الأغوار باتجاه دولة الاحتلال، ولا يوجد معلومات أردنية عن التسلل.

لكن بيان الخارجية الأردنية قال إن وزاره الخارجية تتابع عبر السفارة تحقيق السلطات الإسرائيلية في هذا السياق.

ولاحظ دبلوماسيون في الخارجية الاردنية أن الجانب الاسرائيلي لم يبلغ سفارة الاردن بصفة رسمية وفقا للأعراف الدبلوماسية بحصول هذه المخالفة او التسلل فقد علمت عمان بالحكاية عبر وسائل الاعلام الاسرائيلية، الأمر الذي يثير الإرتياب على أكثر من نحو وفي اكثر من شكل وصيغة خصوصا وأن العلاقات الاردنية الاسرائيلية او الاردنية مع الحكومة اليمينية الحالية في أسوأ أحوالها وفي ظل ما تم الاعلان عنه في تل ابيب عن مصادرة اكثر من 8000 دونما من الاراضي في منطقه الأغوار.

وما جعل الرواية الإسرائيلية بخصوص التسلّل مثيرة أكثر للإرتياب هو الإعلان لاحقا عن تسليم الشخصين نفسيهما بدون مقاومة.

الانطباع حول حادث تسلل شخصين غير مسجل في الاردن فقد كشفت عنه صباح السبت وسائل الاعلام الاسرائيلية فقط ودون مذكرات رسمية وذكر بان الشخصين تسللا من الاردن لكن لم تحدد جنسيتهما او هويتهما ويحملان سلاحين ناريين قبل تسليم نفسيهما بدون مقاومة، كما نشرت صورة للسلاح المشار اليه.

ويتشكل الانطباع في الأردن بأن الإعلان عن مثل هذه الحوادث من جهة الإعلام الاسرائيلي بين الحين والآخر هو نمط تتبعه الحكومة اليمينية الاسرائيلية بهدف المشاغبة على الدور الأمني الاردني على الحدود المشتركة مع فلسطين المحتلة.

ويخدم تسريب مثل هذه المعطيات بالعادة ما تصفه عمان بانه مشروع ضم الأغوار الذي يحتفظ به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وعقب الحديث عن التسلل سلسلة أحاديث وأكاذيب اسرائيلية لها علاقة بشعور الكيان الاسرائيلي  بالخطر جراء إمكانية تسلل من تصفهم بالإرهابيين عبر حدود او أراضي الاردن في منطقة الأغوار.

ويعتقد على نطاق واسع بأن الهدف من هذه  الإعلانات عن التسللات هو تثبيت الواقع الذي يقول بأن الحدود الاردنية رخوة أمنيا وتشكل خطرا على الكيان، الأمر الذي سيؤدي الى تعزيز المشروع السياسي اليميني المتعلق بالسيطرة الأمنية على منطقة الاغوار بذرائع أمنية.

وهو سيناريو إسرائيلي متشدد يلحق الأذى في  الواقع بحزمة المصالح الحيوية والحدودية الاردنية وينظر له في عمان باعتباره جزء من تقاليد وتنميطات تصفيه القضية الفلسطينية.

وهُنا برز و للمراقبين عموما أن الإعلان عن تسلل جديد أعقب الجدل الذي أثاره أمس الأول وزير مالية إسرائيل بتسئليل سموتريتش عندما وقع قرارا بضم  8000 دونما من اراضي منطقة الأغوار قرب الاكتاف مع الحدود الاردنية و لدواع أمنية ولها علاقة بتوفير الحماية للمستوطنات في مدينة اريحا وفي منطقة الاغوار.

وينظر سياسيون وبيروقراطيون أردنيون لهذه الخطوات بإعتبارها جزء من تصعيد سيناريو ضم الأغوار بمعنى فرض السيطرة الأمنية على الحدود ،الأمر الذي سيحول بطبيعة الحال دون إقامة دولة فلسطينية.

ويسبب إرباكا جديدا للدولة الاردنية التي تعترف بحدود مع الاحتلال وليس مع دولة إسرائيل وتعتبر القوة الاسرائيلية قوة أمر واقع محتلة وعليها التصرف على هذا الاساس بموجب القانون الدولي.

ويرى خبراء بأن التصعيد الإعلامي بخصوص حدود الأغوار بصورة مستمرة بين الحين والآخر يخدم بالضرورة الأهداف الخبيثة لليمين الإسرائيلي.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية