لماذا تصر السفارة الامريكية على “إجراء الإنتخابات” وبأسرع وقت؟..
مجددا يتكرس الانطباع وسط النخبة البرلمانية والانتخابية الاردنية بان الطاقم المساعد للسفير الامريكي الجديد في عمان هنري ووستر يضغط ضمن حلقات اخرى لإجراء الانتخابات البرلمانية في البلاد يوم 10 من شهر نوفمبر المقبل ولأسباب سياسية تخص الادارة الامريكية على الارجح . لا يوجد حسب مصادر برلمانية اردنية رابط مباشر بين ضغط السفارة الامريكية في جزئية السقف الزمني للانتخابات وبين القرار الذي حسم الامور على الارجح تحت عنوان اجراء الانتخابات المقبلة بصرف النظر عن العديد من الاعتبارات وحتى في الاتجاه المعاكس لتقدير المستوى الامني في الدولة الذي فضل مؤخرا ارجاء وتأجيل الانتخابات لمطلع العام المقبل.
يبدو هنا ان تلك العناصر هي التي تقف وراء رسالة القصر الملكي التي ولدت الثلاثاء تحت عنوان الاستعداد الفعلي لإجراء الانتخابات والتوجيهات الملكية للهيئة المستقلة للانتخابات . الملك امر علنا الهيئة بانتخابات نزيهة وفرص منصفة متساوية لجميع المرشحين ضمن محددات الوقاية الصحية وامر ايضا علنا بمعيار قانوني يلتزم بالنصوص والاجراءات يشمل جميع الاطراف . تلك رسالة لا تصدر بطبيعة الحال دون تصور مسبق واصرار على عزل الظروف الوبائية والسياسية والاقتصادية عن ملف الانتخابات بالرغم من التحذيرات الداخلية بعنوان الازمة الاقتصادية والاحتقان الشعبي وميول الجمهور الملموسة للاعتزال الانتخابي وعدم المشاركة .
الاتجاه في الوسط السياسي يميل بعد الحسم الى تخصيص 6 اسابيع لخلخلة معادلة مقاطعة الانتخابات وللعمل المنهجي والمبرمج لزيادة فاعليتها وبالتالي رفع نسبة المشاركة المتدنية المتوقعة الى نسبة مئوية مقبولة بسبب الظرف الوبائي والسياسي الحاد في الاقليم والمنطقة .
يفسر ذلك اندفاع القوائم الانتخابية لحل خلافاتها والولادة والتفاعل بعد طول انتظار. ويفسر ذلك ايضا ميلان مؤسسات الحركة الاسلامية المتسارع الان لحل الخلافات الداخلية والتجهيز للمشاركة في الانتخابات كما يفسر قبل ذلك الحوار الصريح برعاية وزير التنمية السياسية موسى المعايطة تحت عنوان استقطاب الاسلاميين وغيرهم للمشاركة . وقبل ذلك لفت نظر القوى اليسارية تحديدا الى عدم وجود فيتو على حصة صغيرة لها سياسيا وامنيا في مقاعد البرلمان المقبل، الامر الذي يمكن فهمه من خلال حماس شخصيات شيوعية قديمة واخرى يسارية للمشاركة فجأة في بعض الدوائر الانتخابية بالعاصمة عمان
ويحصل فيما يبحث الساسة والمراقبون عن تفسير ناضج للضغط الامريكي عبر طاقم السفير الجديد ووستر والذي بدأ يتحرك وسط بعض الفعاليات مؤكدا حاجة المرحلة لبرلمان قوي وصلب في الاردن لم تحسم بعد تفاصيل صلابته ولا نوعية رموزه وهوية تركيبة الاعضاء فيه .
غني عن الذكر مجددا بان الميل الملكي الواضح لإجراء الانتخابات قد يكون مرتبطا بالإصرار على وجود مؤسسة البرلمان التنفيذية في اطار شراكة تتعامل مع تداعيات واستحقاقات سياسية مهمة مقبلة على الساحة الاقليمية تحديدا بعنوان الضغط والمشاريع الامريكية حيث مراقبة جزئية وعميقة في عمان لتطورات المواجهة الانتخابية بين الرئيس دونالد ترامب ومنافسه جون باين ولا يخفي المراقبون والبرلمانيون الاردنيون شعورهم بان اجراء الانتخابات في بلادهم بعد ستة ايام فقط على الاكثر من حسم الانتخابات الرئاسية الامريكية هو بحد ذاته خطوة تنظيم داخلية او منزلية في اطار احتواء الضغط الامريكي والاستعداد لما هو مقبل .
صحيفة رأي اليوم الالكترونية