لماذا تنتظر “حركة حماس” تركيا ما بعد انتخابات “2023”؟
تبدو معادلة قيادة حركة حماس تحديدا في حالة مراقبة حثيثة ولصيقة لمجريات الانتخابات والأوضاع الداخلية في تركيا بسبب الحسابات المرتبطة باحتمالية تأثير نتائج انتخابات عام 2023 الرئاسية ليس فقط على ملف العلاقة بين تركيا وحركة المقاومة الفلسطينية ولكن على المكتب التمثيلي والثنائيات والبرامج المشتركة في العمل السياسي بين الجانبين.
ومن المرجّح أن عملية مراقبة الداخل التركي ارتبطت وتزامنت مع سلسلة حوارات أجرتها قيادات حركة حماس على وجبتين الاولى قبل نحو ستّة أسابيع والثانية قبل عدّة أيّام فقط بعنوان تلمّس طريق الحركة وتواجدها وتمثيلها في إسطنبول وفي الجمهورية التركية تحديدا في ظل التطوّرات الكبيرة التي تقطعها الدولة التركية في التعامل مع إسرائيل.
وبرزت حسب مصادر في المقاومة الفلسطينية بعض المخاوف من أن تتأثر العلاقة مع حماس بالنمو والزحف الكبير للعلاقة التطبيعية بين تركيا والكيان الإسرائيلي مؤخرا لكن إيضاحات أعادت فيها المؤسسات التركية شرح الموقف لقيادات في المقاومة الفلسطينية مؤخرا تضمّنت التأشير على ثلاث معطيات أساسية:
المُعطى الأوّل: هو شرح أسباب ومبررات وخلفيات دبلوماسية لنمو الاتصالات مع اسرائيل وخصوصا مع الحكومة اليمينية الايلة للسقوط في تل أبيب حاليا.
والمُعطى الثاني: تقديم ضمانات حيوية وفعّالة تشير إلى أن العلاقة مع حركة حماس استراتيجية تركية في هذه المرحلة ولن تتأثّر بنمو العلاقات مع إسرائيل.
المُعطى الثالث: قدّم الأتراك فيما يبدو أدلّة وبراهين على أن سياستهم على الأقل السياسية أو الأمنية لم تتغيّر من عاد التطبيع نشطًا مع الإسرائيليين.
وبالنسبة لقيادات حركة حماس كان المعطى الثالث هو الأهم حيث استمر التنسيق بمعناه الأمني وقدّمت ضمانات إصافية لحماية قيادات ومكتب حماس في الأراضي التركية كما قدّمت ضمانات بأن أنقرة لن تخضع لأي ضغط إسرائيلي أو أمريكي بعنوان قطع العلاقة مع قيادات حماس وبأن وجود الحركة في تركيا والتعاون معها هدفه الاستراتيجي لا يزال باقيا وهو مساعدة الشعب الفلسطيني وعدم تغيير الموقف من القضتيا الفلسطينبية الاساسية ومن ببنها الحصار على قطاع غزة وقضية القدس والمسجد الأقصى.
أبلغ قادة الحركة مجددا قبل أيام قليلة فقط بأن عليهم تجنّب القلق بعنوان انقلاب دولة المؤسسات التركية ضدهم لأسباب لها علاقة بإرضاء الإسرائيليين والأمريكيين في هذه المرحلة.
وبالتالي لا مبرر للقلق لكن معطيات 2023 تخضع لمراقبة حثيثة وقيادة حركة حماس كما أبلغ خالد مشعل القيادي في الحركة مؤخرا وفي إسطنبول شخصيات فلسطينية وأردنية قابلها جاهزة لكل الاعتبارات ولم تعد تتعامل مع تركيا اصلا باعتبارها ساحة والمقاومة الفلسطينية تشكر وتحترم التعاون التركي وتُقدّر برأي مشعل أي ظروف دبلوماسية أو مصالحية تتطلب خيارات مختلفة في المستقبل ورغم قناعة مشعل ورفاقه بان الانقلاب عليهم في الأفق القريب سياسيا غير وارد ما دامت حماس ملتزمة تماما بشروط التعاون والضيافة التركية إلا أن السيناريوهات البديلة جاهزة.
وهو ما ألمح له مشعل بصورة واضحة عندما قال بأن حركة حماس حركة مقاومة وتشكر الدولة التركية على إقامة علاقات معها وقيادة الحركة تخلصت من الانطباعات القديمة الكلاسيكية التي تطالب الدول الصديقة والشقيقة للشعب الفلسطيني بكل شيء بنفس الوقت ويعني ذلك أن نظرة حركة حماس تبدو براغماتية إلى حد ما في التعامل مع اعتبارات الساحة التركية.
وتلك البراغماتية تخدم الطرفين الآن بتقديم شروحات متبادلة لكن حماس على الاقل حتى انتخابات 2023 لا ترى مخاطر محددة على وجودها في إسطنبول على العلاقات معها لا بل رصدت وبوضوح حرصا من الجانب التركي على تعميق تلك العلاقات لا بل على تبادل المشورة الامنية حصريا بين الحين والاخر والتقدير للمواقف السياسية في ظل التسارع في العلاقات مع اسرائيل وهي مسألة لفتت نظر قيادة حماس وتعتبر انه يمكن الرهان عليها اما اذا تغيرت المعطيات في الداخل التركي عام 2023 وهو خيار يستبعده قادة حماس بكل الاحوال فإن الحركة جاهزة لتقديم الشكر للمؤسسات والشعب التركي والبحث عن بديل دائم ومحاولة إقامة علاقة على أساس مصالح دولة تركيا والشعب الفلسطيني.