لماذا يرى الناس قبل الموت ضوءا ساطعا في نهاية نفق!

 

يقول كثير من الناس الذين يحتضرون إنهم يرون ضوءا ساطعا في نهاية نفق أو يلتقون شخصا عزيزا توفي منذ زمن بعيد أو يختبرون مشاعر أخرى تجعلهم يعتقدون أنهم يعبرون الحياة الدنيا إلى أخرى في دليل يوفره المتدينون على الحياة بعد الموت. وكان العالم البريطاني كارل ساغان شرح هذه الظاهرة بقوله إن ضغوط الموت تنتج شعورا يذكرنا بالولادة، ما يشير إلى أن الناس الذين يدخلون تجربة “النفق”، يتخيلون قناة الولادة من جديد.

لكن عالم البيولوجيا العصبية السويسري أولاف بلانك قال إن هذه الظاهرة مرتبطة باضطرابات في عمل أحد نصفي الدماغ.  وإذا حدثت الاضطرابات في الجهة اليسرى، فعندئذ سيكون لدى الفرد متلازمة “النفق”، وأما إذا حدثت في اليمنى فتصبح سببا لظهور أصوات وصور ظلية.

وغالبا يقدم المحتضرون أحاسيس مشتركة تشمل الشعور بالرضا والانفصال النفسي عن الجسم ويشعرون بالحركة السريعة عبر نفق مظلم طويل مع ظهور ضوء ساطع. وفي المجمل تؤثر الثقافة والعمر على نوع تجربة الاقتراب من الموت التي يشهدها الناس.

ويدعي بعض الباحثين أن الإندروفين، الذي يتم إطلاقه أثناء الأحداث المجهدة، قد ينتج عن تجربة مشابهة للوفاة، خاصة عن طريق تقليل الألم وزيادة الإحساس بالنشوة. لذلك فإن مركبات التخدير مثل الكيتامين تحاكي خصائص تجربة الاقتراب من الموت، مثل تجارب خروج الروح من الجسم.

وتفيد بعض النظريات أن الجسم لديه مركب طبيعي يتم إطلاقه عند الولادة والموت يجعل الأشخاص يشعرون بتجربة الاقتراب من النهاية ورؤية النور الساطع أو مقابلة أشخاص متوفين.

ورغم كل التفسيرات والنظريات الكثيرة، يبقى هناك التحليل الأكثر انتشارا للتجارب القريبة من الموت، وهو أن الدماغ المحتضر يطلق هلوسات حين تبدأ الخلايا في الموت، وهذا يشبه هلوسات المرض الشديد أو الألم الناتج عن التجارب العاطفية القاسية او الأزمات القلبية والدماغية.

ولا يزال الباحثون يحاولون تحديد سبب حدوث تجارب الاقتراب من الموت، ويجهدون لفهم هذه الظاهرة الغامضة التي تعد دليلا على رغبة البشر في البقاء على قيد الحياة.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى