لماذا يصعب على الرجال طلب المساعدة و إظهار مشاعر ؟
حذرت دراسة حديثة بان عدم إظهار مشاعر الرجال للتعبير عن الحزن، أو الشعور بالخجل أو الضعف عند طلب المساعدة بأنه، قد يؤدي لأن تتعرض صحتهم للعديد من المخاطر
ووفقاً لما نشرته “الكونفدنسيال” (elconfidencial) الإسبانية، هذا السلوك نجده أكثر عند الرجال مقارنة بالنساء، إذ إن الرجال عادة ما يفضّلون أن يخطئوا قبل طلب المساعدة، مما يزيد من مستوى التوتر لديهم.
وفي هذا السياق، يقول عالم النفس دان باتس في دراسته إن الرجال يميلون إلى عدم طلب المساعدة، وعدم إظهار أعراض صحتهم الجسدية والعقلية، لكن معظم الحالات الطبية التي لا تعالج في الوقت المناسب تزداد سوءاً بمرور الوقت.
الرجال عادة لا يطلبون المساعدة لأنهم يعتقدون أنه ليس من حقهم ،لأن الرجال يربطون طلب المساعدة مع الشعور بالخجل، كما أن اعتراف الرجل بأنه ليس قوياً مثلما يعتقد، وأنه يحتاج إلى تدخل شخص ما لحل مسألة معينة، من شأنه أن يمس بكرامته أو يجعله إنساناً ضعيف الشخصية. لكن هذا الصراع الداخلي الذي يدفعه نحو عدم طلب المساعدة قد يسبب اضطرابات نفسية عديدة ومشاكل صحية في القلب والأوعية الدموية.
طغيان الصمت
وفي تقرير آخر نشره موقع “سايكولوجي توداي” (psychologytoday) الأميركي، يقول الكاتب نيك نورمن إن تقبل الرعاية النفسية زاد على مدى السنوات الثلاثين الماضية، وزاد كذلك الوعي العام بمشاكل القلق والاكتئاب والصدمات النفسية، ليُسلّط الضوء على القضايا المسكوت عنها منذ عقود طويلة.
لكن رغم المستوى الذي وصلت إليه الرعاية الصحية، لا يزال الصمت يطغى على الصحة العقلية لدى الرجال. فوفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يعاني رجل من كل 10 رجال من القلق أو الاكتئاب، وأقلّ من نصفهم يطلبون المساعدة. وفي عام 2020، بلغ عدد وفيات الرجال بسبب الانتحار نحو 4 أضعاف المعدل المسجل لدى النساء.
ولا تكمن المشكلة الحقيقية في أن الرجال لديهم وسائل أخرى للحزن، وإنما تتعلق بالثقافة المجتمعية التي لا تشجع الرجال على إظهار الحزن، وترى أن أي اعتراف بالحزن يتعارض مع كثير من التعليمات الاجتماعية التي يتلقاها الرجال طوال حياتهم، فمنذ الصغر يُقال لهم إن الرجال لا يبكون.
وهذا ما ذهبت إليه الدكتورة برين براون في كتابها “الجرأة”، بقولها: “يعيش الرجال في الأساس تحت ضغط رسالة واحدة: لا تظهروا ضعفكم”.
نصائح ضرورية للرجال
وفيما يلي، يقدّم نيك نورمن، بعض النصائح التي يمكنها توجيه الرجال نحو الطريق الصحيح:
–توسيع القدرة على تقبل المشاعر بكامل ثقلها:
اعتدنا عدم التعبير عن مشاعرنا السلبية، فهي محفوفة بالمخاطر ويجب أن نضعها جانبًا ونمضي بعيدًا. والحل لهذه المعضلة يكمن في تقبّل عواطفنا وليس الابتعاد عنها، لأن “وظيفة الإحساس” الداخلية تشبه إلى حد كبير العضلات عند ممارسة التمارين، حيث تكون الأمور صعبة في البداية.
–التوقف عن إذلال الرجال الآخرين:
غالبا ما تؤدي القواعد المقيّدة للرجال إلى انتقاد أولئك الذين يجرؤون على الخروج عنها، وبهذا يصبح الرجال أعداء لبعضهم على نحو يخلق مزيدا من الألم بدل الدعم الذي هم بحاجة إليه. لذلك، يقول الكاتب “نحن بحاجة للتوقف عن إذلال الرجال الآخرين بسبب بكائهم أو شعورهم بالحزن. وحتى إن لم نقدم لهم الدعم، فعلى الأقل علينا أن نمنحهم الاحترام”.
–الاندماج في مجموعة رجال لا يخشون إظهار ضعفهم:
إحدى أكثر المهام تحدّيا هي الانفتاح على أشخاص آخرين. ويوضح الكاتب أن العمل الداخلي هو رحلة شخصية، لكننا نحتاج إلى وجود أشخاص آخرين بجانبنا، فلا يوجد إنسان يعيش بمفرده. ومن خلال البحث عن أشخاص آخرين يشاركون في هذه المخاطرة وإظهار جوهرنا، سنجد مجتمعًا داعمًا ومفيدًا في رحلة الشفاء.