لمصلحة من يتم تعطيل الحل السياسي في سوريا ؟؟؟
لمصلحة من يتم تعطيل الحل السياسي في سوريا كلما لاحت بارقة لحلحة سياسية للوضع السوري المستعصي منذ سنتين على الحل .. تهافت كثيرون لإعاقتها وتفشيلها بحجج متراوحة بين لا حل الا عسكري ،أو لا مهادنة ولا حوار مع قاتلي الشعب ..
فبعضهم يتغنى بالانجازات العسكرية التي حققها الطرفان الى اليوم ، من مكاسب وغنائم وتحرير، وآخرون يتباهون بدحر الغزاة المستعصين ، حاملي لواء الجهاد والتحرير والقاعدة .. والشعب السوري بين فكي كماشة حرب مستعرة ، تكوي بنيرانها كل شعارات الحرية والكرامة .. وتفتك بأحلام وطن ديمقراطي عصري .. وتدمر حضارة وتاريخ بلد من أعرق بلدان العالم .. وتفتت نسيج مجتمع فسيفسائي تتغنى بتنوعه وتعايشه الطائفي والعرقي والقومي كتب الأدب والتاريخ .
انها حرب الوجود واللاوجود .. فكل طرف يقاتل على كسب معركته على حساب كل القيم الانسانية والأعراف الأخلاقية، فلا خطوط حمراء ولا ضوابط أخلاقية ولا حدود انسانية لحرب مستعرة بين أبناء البلد الواحد يغذيها اعلام حاقد ،وأجندات سياسية ممولة تهدف أساساً لتدمير سوريا دولة وحضارة وشعباً ، وتفتيت جيشها واقتصادها ومجتمعها ..
فلم يعد هناك تعريف لما يحدث فيها ..هل هو النموذج اللبناني أم العراقي أم الليبي أم الصومالي أم الكوسوفوي … أعتقد أن ما يحصل فيها تجاوز ابتكارات كل النماذج السابقة وشملها معاً بنموذج تخريبي تدميري فاق كل حدود الارهاب والقتل الممنهج والتطييف ..
لتجد نظرات الشعب تتابع أي تصريح أو لقاء أو تعليق ، يحمل في طياته بارقة أمل توقف هذا العنف الجارف والتدمير الممنهج لتتعلق به بعيون دامعة ، وحناجر متعبة من المطالبة بحل لوقف اراقة دماء هذا الشعب والبلد، والوقوف عند هذا الحد من الخراب الذي يحتاج اعادة بنائه وترميمه ما يفوق ال200 مليار دولار الى اليوم حسب دراسات اللجان الاقتصادية السورية .. وما يزيد عن 25 عاماً على الأقل لتتمكن سوريا من الوقوف على قدميها من جديد.. ناهيك عن اعادة هيكلة وبناء المجتمع الذي تدمر وتهتك على أسس طائفية سياسية حاقدة .. كل هذا يعني التبعية والانقياد لمصالح الدول التي ستقدم مساعداتها وتمويلها المالي لاعادة البناء والاعمار … واجبار الشعب على الانصياع لقراراتها ومواقفها سواءً أكانت لمصلحة سوريا ام لا .
واقع مرير يعيشه الشعب السوري بالداخل اليوم مترقباً مستقبلاً ضبابياً غائماً يتراوح بين التدمير الكامل أو الوقوف عند هذا الحد .. ولكن أكثر ما يحز في نفسه بعض المتسلقين على ثورته .. واللذين وفقاً لمصالحهم ومموليهم يقفون عقبة أمام أي كلمة من مشتقات( حوار .. تفاوض .. حل سياسي .. ) !!! خوفاً على مملكتهم المالية السلطوية لتي بدأت تتشكل اليوم من مساعدات هذا الشعب وماله والمتاجرة بالسلاح ودمائه ولقمة عيشه .. فمجرد أن نطق الشيخ معاذ الخطيب كلمة تفاوض، حتى بدأت حملة اعلامية شعواء من مناصري الحل العسكري من المعارضة والائتلاف ضده، ترفض تصريحاته وتطالبه بالاستقالة والرحيل، علماً أن أغلب من يرفض الحل السياسي يقبع في أحضان الخارج بعيداً عن راجمات الموت ..وقذائف الأحقاد .. ورصاصات الغدر … ليتغنوا بانجازاتهم الحربية على حساب دماء الشعب ودمار البلد .. وليهب الشعب بالداخل داعماً الشيخ معاذ بطرحه ومباركاً جرأته وانسانيته بنطق كلمة حرمتها من فوضوا أنفسهم معارضة ممثلة للشعب على الشعب ..
اليوم أثبتت المعارضة الخارجية بمهاجمتها ورفضها أي مبادرة حل سياسي، أنها والنظام شريكان في تدمير البلد اذا لم تقدم بديلاً أخلاقياً وانسانياً أفضل .. يحمي الشعب من موت محتم ويقي البلد من خراب ممنهج …عليها أن تعي الواقع السوري وتتوقف عن التنظير المترف وتختصر الوقت على هذا الشعب الذي يكلفه دماً وخراباً وتضع حلاً ..
فمن يريد وطناً أفضل ويعمل من أجل بنائه .. يتوقف عن عوامل الهدم والتخريب . ويبحث عن أسس بناء قوية ينهض بها من جديد … لتستحق تضحيات هذا الشعب ودماؤه .. ولادة وطن …