لودريان في الجزائر.. وقوجيل يتلقى اتصالاً من رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي
لودريان في الجزائر.. وقوجيل يتلقى اتصالاً من رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي.. زيارة رئيس الدبلوماسية الفرنسية تأتي بعد يومين فقط، من زيارة الوزير الأول الإيطالي ماريو دراغي، والذي وقّع برفقة الرئيس تبون على اتفاقية تلتزم بموجبها الجزائر برفع إمدادات الغاز إلى السوق الإيطالية بحوالى 50%. وهو تطور اقتصادي وسياسي كان له صداه المباشر في كل من باريس ومدريد، على اعتبار أن الجزائر من كبار موردي الغاز للقارة الأوربية بشكل عام ودول جنوب أوروبا تحديداً.
تجدُر الإشارة إلى أن وسائل إعلام عمومية فرنسية، كانت كشفت في شهر آذار/مارس المنقضي، أنّ الوزير الفرنسي جون كاستاكس كان من المفترض أن يزور العاصمة الجزائرية في الثالث والعشرين من الشهر الفائت، برفقة وفد وزاري رفيع من بينهم وزير الخارجية جان أيف لودريان، إلا أنّ الزيارة لم تتم دون إعلان الأسباب، وإذا ما تم تأجيلها أم أنها أُلغيت كلياً.
ومنذ عودة السفير الجزائري في فرنسا محمد عنتر داود إلى مزاولة عمله في باريس في السادس من كانون الثاني/يناير المنقضي، بقيت العلاقات الجزائرية الفرنسية تراوح مكانها، ولم تصدر أي مواقف تؤكد انتهاء الأزمة بين البلدين بشكل تام.
ويرى بعض المتابعين أن أحد أسباب عودة الفتور بين الجزائر وفرنسا، هو التحول المفاجئ والخطير بحسب السلطات الجزائرية في الموقف الإسباني من أزمة الصحراء الغربية، وهو التحول الذي كان للإليزيه دور فيه، بحسب بعض التقديرات في الجزائر.
لكن التّحرك الجزائري وبشكل جدي نحو الشريك الإيطالي، والتلويح بإمكانية رفع أسعار الغاز الجزائري الموجه إلى إسبانيا، دفع بالدبلوماسية الفرنسية للتحرك صوب العاصمة الجزائرية، بغرض فحص الموقف الجزائري بشكل مباشر من جميع الملفات، وعلى رأسها ملف الطاقة.
في السياق نفسه، تلقّى رئيس مجلس الأمة الجزائري صالح ڨوجيل، مساء اليوم الأربعاء، اتصالاً هاتفياً من جيرار لارشير، رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي.
وبحث الجانبان، وفق بيان لمجلس الأمة، إعادة العلاقات البرلمانية المشتركة من خلال مباشرة التحضيرات ذات الصلة بتنظيم الدورة الثانية للمنتدى البرلماني الثنائي، بين مجلس الأمة الجزائري ومجلس الشيوخ الفرنسي.
وحيَّ ڨوجيل ولارشير، الروابط الوثيقة بين فرنسا والجزائر، مؤكدين حرص الجانبين على تمتين التّعاون المثمر خلال الفترة المقبلة، في إطار من الاحترام ومزيد من الصراحة بهدف تجاوز الحساسيات بين البلدين.
كما تمّ تبادل وجهات النظر بشأن الأوضاع في الساحل والصحراء والرهانات الأمنية في المنطقة، الوضع في مالي وضرورة العودة إلى اتفاق السلم والمصالحة، وكذلك مستجدات القضية الصحراوية، فضلاً عن آخر تطورات الأوضاع على صعيد الأزمة الروسية – الأوكرانية، وتداعياتها الأمنية والإقتصادية الخطيرة على القارة الأوروبية وعلى العالم أجمع.
من جهته، أوضح رئيس مجلس الأمة الجزائري، بأنّ الأزمة في أوكرانيا كشفت عن آلة حرب إعلامية عنيفة، مؤكداً دور الجزائر دائماً في السعي للتهدئة وحل النزاع.