تحليلات سياسيةسلايد

ما” المفاجأة” التي أنقذت مصر من الملء الثالث لسد النهضة؟ فيمَ أخطأ وزير الري في تصريحاته التي احتفى بها الإعلام الإثيوبي؟

كشف الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية المصري، عن عدم تأثر بلاده بالملء الثالث لسد النهضة بسبب مفاجأة لم تحدث منذ 115 عاما.

الوزير المصري قالها نصا في كلمته أمام مجلس النواب: “مصر لم تتأثر بالملء الثالث لسد النهضة بسبب فيضان كبير لم يحدث منذ 115 عاما، وهطول كميات كبيرة من الأمطار، جعلت مصر تحصل على كميات مياه لم يسبق لها مثيل”.

وأضاف أن ذلك أدى لعدم التأثر مطلقا بما قامت به إثيوبيا من تخزين ثالث في سد النهضة، لافتا إلى أن مصر تقوم بمراقبة ما يتم في إثيوبيا بشكل يومي، وبناء عليه يتم الإعداد من الناحية المائية لأي طارئ، مطمئنا المصريين على اجتياز المرحلة المقبلة وبأقل تأثير، مؤكدًا أن الملء الثالث تم التعامل معه فنيا.

الإعلام الإثيوبي يحتفي

تصريحات وزير الري المصري قابلها الإعلام الاثيوبي باحتفاء بالغ، وسعادة غامرة ، وإذا عرف السبب بطل العجب.

فتصريحات الوزير أثبتت صحة الادعاءات الأثيوبية أن سد النهضة لن يضر مصر، وهى الادعاءات التي لطالما رددها آبي أحمد والذين معه.

السد العالي

من جهته قال د.عباس شراقي خبير الجيولوجيا ومصادر المياه إن بحيرة ناصر بها مخزون مطمئن ، بسبب ترشيد الاستهلاك وجهود الدولة خلال السنوات الأخيرة فى مشروعات تكلفت عشرات بل مئات المليارات من الجنيهات من خلال إنشاء محطات معالجة مياه الصرف الزراعى وتبطين ترع وصوب زراعية، وتطوير رى، واستنباط أصناف زراعية جديدة، وتحديد مساحة الأرز، ومنع زراعة الموز فى بعض الأماكن، وغيره وغيره، بالاضافة إلى حالة الأمطار الجيدة منذ عام 1988.

وأضاف شراقي أن الفيضان كان أعلى من المتوسط خلال السنوات الأربع الماضية خاصة فيضان 2021، مما ساعد أيضا على وجود احتياطى آمن فى بحيرة ناصر.

وتابع متسائلا: ماذا كانت تفيد شدة الفيضان اذا المياه انقطعت تماما لمدة شهر ونصف أو شهرين أثناء التخزين فى عدم وجود السد العالى؟

وأجاب بقوله: كان الموسم الزراعى سيضيع فى معظم الأراضى الزراعية.

وخلص إلى أن عدم تأثير التخزين فى سد النهضة على المواطن المصرى كان مكلفاً، وليس صحيحاً كما يدعى البعض خاصة فى إثيوبيا أنه لا توجد أى أضرار على مصر، مشيرا إلى أن تخزين 17 مليار م3 يعتبر ضررا مباشرا؛ لأن هذه المياه كانت فى طريقها إلى السودان ومصر، وإذا استخدمت فى الزراعة كان العائد سوف يكون 17 مليار دولار.

واختتم مؤكدا أن الاحتياطى المائى فى السد العالى لا يعطى إثيوبيا مبرراً للتصرفات الأحادية والتخزين بأى كميات كما تريد دون اتفاق أو تشاور، لافتا إلى أن السد العالى تم إنشاؤه لحماية مصر من الفيضانات وسنوات الجفاف وليس لكى تخزن إثيوبيا أو غيرها كما تشاء.

وتعليقا على تصريحات الوزير المصري، قال شراقي إنه لم يشرح الجهود والتكاليف التي تكبدتها مصر.

الملء الرابع

السؤال الذي فرض نفسه: وماذا عن الملء الرابع؟ وما السيناريوهات التي على مصر أن تستعد لها؟ وإلى متى الصبر على ممارسات أديس أبابا الاستفزازية؟

 

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى