بين قوسين

ما تعلّمته خلال تسع سنوات من العيش في أميركا

جولي الياس خوري

خلال تسع سنواتٍ من حياتي في الولايات المتحدة، تعلّمت دروساً عميقة ومؤثرة غيّرت نظرتي لكثير من المفاهيم الأساسية في الحياة والمجتمع.

أولاً، الكرامة.

فقد أدركت أن الكرامة الحقيقية تعني أن تشعر بالطمأنينة والارتياح، لأنك تعلم أن حقك محفوظ، وأن لا أحد يمكنه أن يتعدّى عليك أو يظلمك أو يهينك، فهناك قانون صارم يحميك دون تمييز.

ثانياً، الحرية مسؤولية.

أنت حر تماماً في حياتك، في قراراتك، في نمطك، في اختياراتك… ما دمتَ لا تتعدّى على حرية الآخرين أو تسيء إليهم. فإن تجاوزت هذا الحد، فالقانون نفسه الذي منحك الحرية سيحاسبك. وهكذا، يتعلم الإنسان كيف يعيش بحريته دون أن يؤذي أو يزعج غيره.

ثالثاً، المواطَنة.

المواطَنة الحقيقية تعني المساواة التامة أمام القانون، بين جميع الناس على اختلاف أعراقهم وأديانهم وخلفياتهم الاجتماعية. من رئيس الدولة إلى المتشرّد، كلهم سواسية في الحقوق والواجبات.

رابعاً، احترام الآخر.

في هذا المجتمع، التقييم، والسخرية، والتنمّر، والنظرة الدونية للآخر، كلّها أمور لها حدود صارمة. حتى “نظرة” فيها إساءة لشخص مختلف عنك، قد تُعدّ عنصرية وتعرّضك للمساءلة القانونية. ومن هنا، يبدأ الإنسان بتعلّم ضبط مشاعره، والسيطرة على تعليقاته وسخريته وتنمّره، حتى تصبح لديه عادة جميلة: تقبّل الآخر واحترام اختلافه، بل والخجل من الحكم عليه.

وقد تعلّمت الكثير غير ذلك… وسأكمل في وقتٍ لاحق.

لكن هل لاحظتم؟ كم مرّة ذكرت كلمة “القانون”؟

لأنني أؤمن أن بداية إصلاح أي مجتمع، وتقويمه وتطويره، تبدأ من القانون.

ما رأيكم؟ وهل لديكم تجارب مماثلة في الغربة؟ شاركونا!

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى