ما فعله بوتين و ما تراجع عنه أردوغان في مباحثات الخميس
جوهر ما فعله الرئيس بوتين في مباحثاته مع أردوغان أن أعاده إلى إلتزاماته في إتفاقات سوتشي، و هذا ما ثبته الرئيس الروسي بتسمية وثيقة الإتفاق المنجز بـ ( البروتوكول الإضافي لإتفاق سوتشي). و كأن كل ما جرى هو إعطاء الرئيس التركي مهلة إضافية لإنجاز إلتزاماته تجاه إتفاق سوتشي، و هي الإلتزامات التي تأخر بتنفيذها مما دفع الجيش العربي السوري للتقدم و مباشرة تطهير أدلب من الإرهاب و المحتل التركي ، والسيطرة على الطرق الرئيسية .
إتفاق سوتشي أساساً كان إتفاقاً مؤقتاً يغطي مرحلة ستة أشهرعلى طريق إستعادة الدولة السورية السيادة الكاملة على أدلب. و إذا كان الأصل مؤقتاً فإن الإتفاق الإضافي مؤقت أيضاً. و هكذا فإن المهلة المعطاة لأردوغان من المؤكد أنها محدودة.
ما فعله الرئيس بوتين هو تأكيد إعتماد مسار أستانة للحل في سورية، وعدم جواز ( إضعاف) مكافحة الإرهاب، و تأكيد الإلتزام بسيادة و وحدة واستقلال الجمهورية العربية السورية، والتشديد على أن الحل السياسي ينجزه السوريون وحدهم، وألزم أردوغان بكل ذلك .
أما ما تراجع عنه أردوغان فهو ما ظل يصرخ مطالباً به من رجوع الجيش السوري لما وراء نقاط المراقبة. كما تراجع عن المطالبة بالتواجد في أدلب لتحقيق أمنه القومي كما زعم سابقاً. ولا بد أن بوتين واجهه بحقيقة أنه من الجنون وضع تنظيم إرهابي كالنصرة على حدوده بزعم أن في ذلك حماية للأمن القومي. و لا بد أن بوتين سأل أردوغان أيهما يؤمن إستقرار تركيا و أمنها القومي، وجود الدولة السورية على حدودها أم وجود تنظيم إرهابي؟؟
خلاصة ما فعله بوتين أنه ثبت نقاط وجود الجيش العربي السوري وسيطرته على المناطق التي حررها. كما ثبت سيطرة الدولة السورية على طريق دمشق حلب. كما أنه أمهل أردوغان مهلة إضافية ليقوم بالوفاء بالتزاماته في إنهاء وجود الإرهابيين وإعادة الأهالي إلى بلداتهم، بما يضمن إستعادة الدولة السورية لكامل سيادتها على محافظة ادلب، ومعاملتها للدولة الجارة وفق مبدأ حسن الجوار المتبادل إن سلك أردوغان هذا المبدأ. فهل يلتزم أردوغان بتنفيذ الإتفاق؟؟ وهل تنتهي معاناة شعبنا في إدلب من نتائج الحرب و الإرهاب؟؟ إن ما يتحمله شعبنا فاق كل صبر، و لا بد من إنهاء هذه المعاناة . هذا ما يترقبه الجميع.