محافل رفيعة بتل أبيب وواشنطن تكشِف: اتصالات مُتقدّمة لتوقيع اتفاقية دفاعٍ مُشتركٍ بين إسرائيل وأمريكا لمُساعدة نتنياهو بالانتخابات بعد الجولان والسفارة بالقدس المُحتلّة
نقلاً عن مصادر واسعة الاطلاع في كلٍّ من واشنطن وتل أبيب، كشفت اليوم الثلاثاء صحيفة (هآرتس) العبريّة عن وجود اتصالاتٍ متقدمةٍ بين نتنياهو وترامب لحصول رئيس الوزراء الإسرائيليّ عشية الانتخابات في السابع عشر من الشهر الجاري، لحصوله على هديّةٍ من الرئيس الأمريكيّ تُحسِّن كثيرًا من فرصه لتأليف حكومةٍ بالكيان بعد الانتخابات، كما قالت المصادر، التي شدّدّت على أنّ المعونات الأمريكيّة المُتوقعَّة لإسرائيل ستكون في المجال الأمنيّ.
وتابعت المصادر قائلةً إنّ نتنياهو يُحاوِل تنظيم طفرة سياسيّة دراماتيكيّة من قبل الإدارة الأمريكيّة بهدف تحسين فرصه في تشكيل الحكومة المقبلة. وشدّدّت المصادر على أنّ نتنياهو يسعى إلى توقيع اتفاقٍ دفاعيٍّ إستراتيجيٍّ مع الولايات المُتحدّة الأمريكيّة بموجبه يتعهّد الرئيس ترامب بحماية إسرائيل الآن وفي المُستقبل من أيّ تهديدٍ وجوديٍّ واعتبار أيّ هجومٍ عليها بمثابة هجومٍ على الولايات المُتحدّة، كما أكّدت المصادر، مُشيرةً في الوقت عينه أنّ الحديث يجري عن قيام ترامب بتوقيع بيانٍ رئاسيٍّ خاصٍّ حول هذه القضية لضمان أمن إسرائيل الآن وفي المُستقبل.
وأشارت المصادر عينها إلى أنّ فكرة الإعلان الرئاسيّ الأمريكيّ نشأت عن مبادرةٍ أوسع نطاقًا لصياغة “اتفاقٍ دفاعيٍّ” بين إسرائيل والولايات المتحدة ، التي ظهرت لأوّل مرّةٍ في التسعينيات من القرن الماضي، لكنها لم تُنفِّذ قط، مُضيفةً إنّ النقطة الأساسية للتحالف الدفاعيّ هي أنّ البلدين يتعهدان بمساعدة بعضهما البعض في حالة مواجهة أحدهما عسكريًا، وشدّدّت المصادر على أنّه تمّت إعادة مناقشة هذه المبادرة في الأشهر الأخيرة بين المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين، وحظيت بدعمٍ من أعضاء مجلس الشيوخ البارزين في الحزب الجمهوريّ، ولكنّ المصادر استدركت قائلةً إنّ توقيع مثل هذا الاتفاق بين الدولتين سوف يتطلّب أشهرًا طويلةً من المفاوضات بين وزارة الأمن الإسرائيليّة والبنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكيّة) وغيرها من الوكالات الحكومية الأمريكيّة، وبالتالي، أوضحت المصادر، أنّ فرصة توقيع اتفاق دفاعٍ رسميٍّ قبل انتخابات السابع عشر من الشهر الجاري في الكيان منخفضة للغاية، على حدّ تعبيرها.
بالإضافة إلى ذلك، تابعت الصحيفة العبريّة في تقريرها، يوجد في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة مسؤولون كبار يُعارِضون اتفاقية الدفاع المُشترك مع الولايات المتحدة، لخشيتهم من أنّ مثل هذا الاتفاق سوف يربط أيدي الجيش الإسرائيليّ في المستقبل أثناء الأزمات الأمنيّة، مُضيفةً أنّه بسبب الصعوبات في صياغة اتفاقية دفاعٍ، فإنّ أحد الخيارات التي درسها مستشارو نتنياهو مع الإدارة في واشنطن هو قيام الولايات المتحدة بإصدار إعلان نوايا لاتفاقٍ دفاعيٍّ، دون الالتزام بالمفاوضات، ولفتت المصادر إلى أنّ لمثل هذا البيان ستكون قيمة سياسية لرئيس الوزراء نتنياهو، حتى لو لم تنضج المفاوضات بين الجهات المهنيّة والمُختصّة من كلا الجانبين في الأشهر التي ستلي الانتخابات العامّة في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، على حدّ تعبيرها.
وأشارت الصحيفة العبريّة في معرِض تقريرها إلى أنّ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ألمح إلى مثل هذا الاحتمال خلال مقابلة الأسبوع الماضي مع المعلق الجمهوريّ هيو هيويت، الذي سأله عمّا إذا كانت إدارة ترامب ستُساعِد إسرائيل في حربٍ مستقبليّةٍ، تشبه إلى حدٍّ كبيرٍ المساعدات التي قدّمتها إدارة نيكسون لحكومة غولدا مائير خلال حرب 1973، حيثُ ردّ: نحن نتحدث معهم باستمرار، أجاب بومبيو بشأن هذه المسألة، وأنا مقتنع بأنّ الرئيس ترامب، الذي نقل سفارتنا إلى القدس أوضح ذلك، كما لفت بومبيو إلى اعتراف ترامب بأنّ الكيان يتمتع بحقوقٍ في مرتفعات الجولان، وسوف تفعل واشنطن، شدّدّ وزير الخارجيّة، كلّ ما هو ضروريّ لضمان أمن شريكنا إسرائيل، كما قال.
ووفقًا للمصادر نفسها، أضافت الصحيفة العبريّة، فإنّ الخلاف حول الهجمات المنسوبة في العراق ضدّ القواعد العسكريّة التابِعة للحشد الشعبيّ من شأنه أنْ يطفو مرّةً أخرى على السطح ويُهيمِن على الأجندة السياسيّة، قالت المصادر في تل أبيب وواشنطن وأضافت أنّ هذا الخلاف سيكون نقطة خلافٍ أخرى بين الكيان وأمريكا حيث ستُفضِّل الإدارة الأمريكيّة الإعلان عن بيانٍ رسميٍّ يضمن أمن إسرائيل، على أنْ تخوض في مفاوضاتٍ طويلةٍ مع تل أبيب لتوقيع اتفاق دفاعٍ مُشتركٍ ومُفصّلٍ بين البلدين، كما أكّدت المصادر للصحيفة العبريّة.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية