مختارات 8

ـ 1 ـ

أحب من الآلات، أيضاً، الطبل والناي
الأول…يعلن انتهاء الحرب.
والثاني… يدير الماء على الذكريات.

ـ 2 ـ

القدس ليست يتيمة أحد…
لا الإسلام ولا المسيحية.
فهم لم يحموها،
وهم لم يستردوها.
الوقت، الآن، للحزن عليها.

ـ 3 ـ

للقضاء على البؤس… لا تنتظر انتهاء الحرب
العصفور يبني عشه في شجرة،
تحتها صياد وفوقها صقر.

ـ 4 ـ

الخسارة أمام إسرائيل… بالنقاط.
أما هي… فبالضربة القاضية.
إسرائيل بطل أولمبي،
ولكنه لا يحتمل الأذى العميق،
والأنف المكسور.

ـ 5 ـ

إلى “س” في المنفى،
وأنا في مقهى الروضة،
بانتظار اليوم الذي سنجلس فيه ، هنا،
ونتأمل على الجدران، ظلال من تحفظ
الحيطان صورهم، فنتسلى بالحزن المتبقي في
فناجين قهوة الماضي.

ـ 6 ـ

أين أنت، أيها الأب الروحي للمستقبل؟
أيها المدفون، منذ بضعة حروب، ومنذ فجر الكتابات،
المدفون إلى جوار “مدرسة الرحمة” الابتدائية المقفلة؟
أيها المغمض العينين، مدعياً أنك أعمى…
أيها البريء ككلب خائف من ضياء القمر؟
أين أنت يا أبا المحايات، وأقلام الرصاص، وحماية أكاذيب العصور؟
أين أنت أيها الهارب من ريشة النص الأخير؟
أين أنت…
أيها الماضي؟
ـ 7 ـ

مرت فوق رؤوسنا الصواريخ الإسرائيلية، بعد أن أيقظنا صوتها ونباح
كلبنا المدهوش من أصوات لا يعرفها في الغابات.
مرت وتوهجت وانطفأت، ثم همد كل شيء.
وحدها كلمة “إرسال” كانت مبهجة هذه المرة.
كنا نعرّف الصواريخ بكلمتي إرسال (أي من عندنا) واستقبال (أي من عندهم).
في هذا الليل كان السوريون يصعدون إلى الأسطحة.
والإسرائيليون في هضبة الجولان… إلى الملاجىء.

ـ 8 ـ

“كثير من المنفى يفضي إلى قليل من الوطن”.
الكتب التي رافقت حياتي، لا تتسع لها حقيبة، وكذلك الدفاتر والأوراق،
والصور، وأيقونات العمر.
والأهم: “حقيبة النسيان”.
ولأنني لاأحب النهايات…
قررت أن أحب هذي البلاد…
“كما لا يحب البلاد أحد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى