“مذبحة الأضحى” تودي بفاطمة ناعوت إلى المحكمة!
«بعد برهة تساق ملايين الكائنات البرية لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف ويكررها وهو يبتسم، مذبحة سنوية تتكرر بسبب كابوس أحد الصالحين بشأن ولده الصالح”. هذه الكلمات كانت جزءاً من مقال كتبته فاطمة ناعوت في جريدة “المصري اليوم”، نُشر في تشرين الأول (أكتوبر) قبل أيام من عيد الأضحى. هذا المقال الذي حمل عنوان “مذبحة الأضحى” (حذفه موقع «المصري اليوم» بعد هجوم القراء على الكاتبة) تسبّب في إحالة الشاعرة والصحافية المصرية أول من أمس إلى محكمة الجنح بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، والسخرية من شعائر الأضحية.
«نيابة السيدة زينب» برئاسة المستشار أحمد الأبرق وجّهت إلى ناعوت تهمة ازدراء الإسلام والسخرية من شعيرة الأضحية، (تنص المادة 98 من قانون العقوبات المصري: يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز خمس سنوات أو بغرامة لا تقل عن 500 جنيه، ولا تتجاوز ألف جنيه لكل من استغل الدين في الترويج بالقول أو بالكتابة أو بأي وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمين إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية). إلا أن صاحبة المقال نفت ازدراءها الدين الإسلامي، وتابعت: “ما تناولته لا يخالف الشريعة، ونوع من الأذى يحمل الاستعارة المكنية”.
“إنها الفاتورة التي يدفعها حملة مشاعل التنوير في كل عصر منذ المتصوفة العظام الذين شُنقوا وذبحوا لأنهم أحبوا الله ودعوا الناس إلى نبذ الاقتتال والعنف والعنصرية والتباغض”. هكذا علقت ناعوت بعد إحالتها إلى النيابة. وأضافت: “نما إلى علمي أنني قد أُحِلت للمحاكمة الجنائية وتحددت جلسة المحاكمة الشهر المقبل بتهمة ازدراء الأديان بسبب بوست عابر على فايسبوك أهنئ فيه الأمة الإسلامية بأضحية العيد، وأدعو فيه إلى احترام الذبيحة وحُسن ذبحها بدلاً من إهانتها بإغراق الأرض بالدم على مرأى من الأطفال”. وعلى حسابها على الفايسبوك”، أضافت: “وإذ أعلن احترامي التام للسلطة القضائية وإجلالي الكامل لقضائنا المصري المحترم وللنيابة العامة الموقرة التي أحالتني للمحاكمة الجنائية، فإنني لا أملك إلا التوجه لله ربي، الذي عنده يلتقي الخصوم، فهو أدرى بالسرائر وما تخفي الصدور، وهو الأعلم بقدر إيماني به وبأنني أحترم الأديان كافة، لأن إيماني العميق بالله يجعلني أحترم مشيئته بأن جعلنا أمماً وقبائل نتحاب ونتواد ونحن نعبده عبر دروب شتى تتوجه جميعُها إلى الله الواحد الأحد”.
وتابعت: “حتى نصر حامد أبو زيد الذي أراد أن يوضح للناس الصورة الصحيحة للدين، الذي شوهه المغرضون التافهون لكي يعذبوا الناس باسم السماء فقدموا صورة شوهاء للإسلام بل لله تعالى عز وجل حاشاه”.
واعتبرت ناعوت ما تعرّضت له هو “سوء استخدام حرية تقديم البلاغات الحاقدة من لدن العامة الخاملين بغير وجه حق من أجل تعطيل مسار التنوير باختصام مَن يعملون ويدعون للسلام والعمل بدلاً من اختصام، بل مباركة من يقطفون الرؤوس ويركلون الجماجم ويقتلون الأطفال“. واختتمت ما كتبته بـ”فإن كان سجني، أو حتى قتلي، هو الفاتورة التي أدفعها مقابل مناهضتي الإخوان الإرهابيين منذ عام 2005، وحتى أسقطناهم عام 2013، ومقابل الحثّ على المحبة والاستنارة والتحضر، فلسوف أقدمها راضية مرضية، مثلما قدمها أساتذتي الأجلاء من قبلي، وسألقى ربي بعدها واثقة في رضائه عني”.
وفي وقت سابق، استمعت النيابة لمقدم البلاغ المحامي سمير صبري لما جاء في مقالها وعلى حسابها عبر الفايسبوك، وقال إنّ المشكو في حقها كتبت “كل مذبحة وأنتم بخير”، عبر حسابها على فايسبوك وتويتر، وحُقق معها في 27 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وأُخلي سبيلها بضمان وظيفتها.
وكانت ناعوت قد اعتذرت عن مقالها بعد حملة شرسة ضدها، واتهامها بالكفر قبل شهرين تقريباً، قائلة: “أعتذر عن الكلمات التي تسببت في جرح مشاعر بعض الناس”. وتابعت: “لم أقصد الإساءة لنبي الله إبراهيم أو للإسلام كما اتهمني البعض، وإنما قصدت التحدث بأسلوب أدبي للتعبير عن حرمة الدماء، ومن اتخذ تصريحاتي على محمل الإساءة للإسلام ضعيف الإيمان».
صحيفة الأخبار اللبنانية