مرض الموضة (الفاشينيستا)  مرض العصر الحديث

 

خاص باب الشرق

هو هوس يصيب الشابات المراهقات بشكل كبير وبطريقة جنونية ويقترب من الإدمان… ومن لم تمارسها  باتت تتابع روادها بنهم شديد و تقلد حركاتهم وتفاصيل حياتهم التي قد تصل في بعض الاحيان إلى  الخروج عن المألوف بمجتمعاتنا. والمهووسات بالموضة يصورن أنفسهن بأنهن يعيشن ببذخ ورفاهية كبيرة عن طريق نشر صور لهن عبر وسائل التواصل وفي أماكن مختلفة من دول العالم. والتحدث عن هذه الزيارات وعن المطاعم أو فنادق الخمسة نجوم وشراء الملابس من اهم المحلات التي تحمل ماركات عالمية، كذلك قيامهن بتنسيق هذه الملابس بأسلوبهن الخاص والمبتكر على حد تعبيرهن فهن لا يمشين على الموضة بحذافيرها بل يبتكرن منها موديلاتهن الخاصة ، ليقوم متابعيهن بعد ذلك بتقليد ذلك الأسلوب .

وأغلب الأحيان تقوم بنشر بعض الدعايات عن هذه الأماكن أو الماركات على مواقعهن الشخصية وصفحاتهن لكي تُفيد صاحب المنتج بالإعلان عن ماركاته وتستفيد منه مادياً ، مع أن المفروض أن تكون هذه الظاهرة أسلوب حياة وليست وظيفة أو مهنة، لكن الغالبية العظمى بتن يعتمدنها كعمل يدر عليهن أرباحاً مادية ومعنوية أيضاً، فجزء كبير من المنتجات التي يقمن بعرضها يتلقونها كهدايا ، وبالتالي تحولن من شخص يحب الموضة حباً شديداً إلى عارض للمنتجات و معلن عنها بطرقهن الجذابة، وبأسلوب جديد مميز مثل فيديوهات البث المباشرة التي يتواصلن فيها مباشرة مع متابعيهن .

صحيح أن بعض الفتيات سعيدات بمتابعتهن لكن في معظم الأوقات يصبن بإحباط شديد بسبب الكمالية التي تظهرها هذه العارضة ، فهي جميلة جدا ورشيقة أيضا ( غالبيتهن اعتمدن على عمليات التجميل ليكن بذلك الجمال ) ، و تقتني أهم الماركات وأغلاها كالمكياج والملابس والأحذية والحقائب، وتعيش حياة سعيدة فارهة تتسم بالكمال من كل نواحي الحياة التي  لا نجدها في الحياة الواقعية إلا ما ندر لذا أجمع أغلب من سأل عنهن أنهن أصبن باكتئاب بعد الدخول لصفحاتهم ومتابعتهم .

وكانت  موضة الفاشنيستا قد  بدأت بالظهور في نهاية التسعينات و بداية عقد 2000 و كانت “كيارا فيراني” هي رائدة هذه الصيحة والتي بدأت تعرف العالم معنى فاشينيستا عام 2007 لتعتبر اليوم من أشهر مدونات الموضة بالعالم على الرغم من أنها لم تتعد الثلاثين .

وبدأت بعد ذلك موضة الفاشينستا بالتوسع إلى جميع العالم حتى في الوطن العربي وأصبحت بعض الممثلات الشابات من أهم رائداتها بالإضافة لبعض سيدات المجتمع المعروفين و أغلب من خضن ذلك الغمار باتوا يطلقون ماركات تجميلية أو خطوط أزياء خاصة بهم .

هذا واحد من تأثيرات الانفتاح التي سببتها وسائل التواصل الاجتماعي و ما زال هناك الكثير والكثير من الاستخدامات لهذه الوسائل والتي تصب تقريبا بنفس المجال  و سنفتح صفحات قادمة للتعريف بها .

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى