مرور الزمن يغيّـر خريطة دور السينما في الإسكندرية
تحتل دور السينما الإسكندرانية مكانة رفيعة في تراث المدينة كجزء أصيل من تاريخ الحركة الثقافية فيها. فالمدينة المصرية المتوسطية، استقبلت على سبيل المثال العرض الثاني من العمل السينمائي الأول للأخوين الفرنسيين لوميير، وكان عبارة عن عشرة أفلام مدة كل منها نحو 46 ثانية صورت في باريس عام 1895. وفي المدينة أكبر عدد من دور العرض في مصر بعد القاهرة، على رغم التغيرات التي شهدتها المدينة الساحلية باندثار بعض دور السينما وحلول البنايات الفخمة والمتاجر بدلاً منها.
سينما «لاجيتيه» أبرز دور السينما التي اختفت بفعل التغيرات في جغرافية المدينة مع انتشار الثقافة الاستهلاكية، وكانت تقع في شارع يحمل الاسم نفسه في منطقة الإبراهيمية (أحد أشهر الأحياء الذي كان يعج بالجاليات الأجنبية). وبعدما أخذت المراكز التجارية بالانتشار صارت دور العرض جزءاً من تلك المراكز، وكانت البداية مع «زهران مول»، ثم سينما «رونيسانس» وكلاهما في ضاحية سموحة. بعدها افتتحت دور عرض في «ديب مول» في ضاحية رشدي الراقية المطلة على شارع أبو قير بما يمثله من شريان رئيس لحركة مرور السيارات في الثغر، بخلاف سلسلة محال كارفور التي كانت تقع خارج المدينة وقت افتتاحها والتي ضمت أيضاً عدداً من دور العرض.
قديماً، كانت محطة الرمل أكبر منطقة في الإسكندرية تتركز فيها دور السينما خصوصاً من الدرجة الأولى، وكانت من أهم الصالات في هذه المنطقة «أمير»، «مترو»، «رويال» وهي من فئة الدرجة الأولى، وخصوصا دارَي «أمير» و «مترو» اللتين كانتا تعرضان أهم الأفلام العالمية.
والثانية كانت تعرض الكثير من أفلام الرسوم المتحركة مثل «توم وجيري» في حفلة صــباحية كل يوم جمعة، أما سينما أمير فكانت تحتل مكانة كبيرة في المدينة.
أما دور الدرجة الثالثة التي اندثرت مع مرور الزمن، فكان أشهرها «سينما ليلي» في ضاحية باكوس، إحدى أشهر الضواحي الشعبية في المدينة.
وكما عرفت المدينة دور العرض التي طواها النسيان، عرفت أيضاً بعض دور العرض التي لم توفق ولم يكتب لها النجاح على رغم موقعها المتميز، فأغلقت أبوابها أخيراً، كما حدث لدور عرض «فاميلي سينما» في منطقة سان ستيفانو.
صحيفة الحياة اللندنية