مزح ثقيل
“الإنسان هو الوحيد الذي يخدم سيدين: المال والله”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“أن نكون ودودين مع من يكرهوننا، وقساة مع من يحبوننا… تلك هي دونية المتعالي، وغطرسة الوضيع” إحدى أهم صفات العداوات العربية هذه الأيام، والصداقات العربية، كل الأيام… هذه الدونيات وهذه الغطرسات.
في شهر واحد، أو أقل، كانت السعودية تعطي (نعم تعطي) للولايات المتحدة كل شيء، ما عدا الأماكن المقدسة: المال الغزير غير المتوقع بالأرقام حوالي 500 مليار دولار(مبلغ تشتري فيه القدس من إسرائيل). والمصائر التي تسوقها تشوهات الرؤية الاستراتيجية لدى حكام لا يعرفون نمرة أحذيتهم في دروب التيه. والمصائر التي تسوقها المصالح الأمريكية والتي لا تعرف كيف تصرفها كمال حرام.
في أقل من شهر صعّدت المملكة حملتها على اليمن مستعينة بالكوليرا التي اقتربت من الفتك بمليون يمني ليضاف الوباء إلى المجاعة التي طالت 15 مليوناً من البشر.
في أقل من شهر، كانت قطر، الإمارة التي تورمت لتقف منفوخة العضلات أمامك السعودية، وقد انهالت عليها حملة تصغير القدر والقيمة والجغرافيا. ولم تشفع لقطر القاعدة الجوية الأمريكية، ولا شبوبية الزملاء الأمراء صغار السن في البلدين.
وفي أقل من شهر، اخترق الإرهابيون (قيل إنهم دواعش) الجدار الأمني الإيراني في عملية متقنة، وسوف تفتح، على نحو متقن أيضاً، أبواب الرد الإيراني في عمليات الثأر الأمني، ولقد هددوا بيوم قيامة جوي وأرضي.
في أقل من شهر، كانت المباهاة الخليجية الدائمة بالأمن والأمان… في خبر كان.
الآن يجري اختراع فصل جديد (غير الربيع العربي) يلائم هشاشة الإمارات، وعبقرية الأمراء، ونقاوة السلالات، وغباء الثروات.
ولسوف يكون أحد الدروس في اللغة العربية، هي أن “الخبر كان” عدة حالات ملتبسة. فالإمارات الصغيرة والأمراء العظام… هم في حماية المحيط العربي، والأمن العربي، ولن تكون دول مثل العراق، ومصر، وإيران… في خبر كان ذات يوم. وإذا ما سيقت إلى هذا الخبر…فلن تنجو الخُبر (بضم الخاء).
في أقل من شهر، ترينا السعودية، تحت العباءة سيفاً غامضاً لامعاً قاطعاً حاسماً… تلوح به وترقص به. فما هو هذا السيف؟
إما نبوي… في أرض النبوءات، وهذا مستبعد لأسباب تعرفونها.
وإما نووي… في بلاد الصفقات، وهذا ممكن لأسباب لا نجهلها.
أحد عملاء المخابرات الأمريكية صرّح على قناة “فوكس بزنس” أن السعودية اشترت قنبلة من باكستان. أحد المقربين من ولي ولي العهد، محمد بن سلمان يعلن على قناة روسيا اليوم: إن بلاده صارت تمتلك القنبلة.
المضحك، في الإشاعة أو الحقيقة، أن الدول لا يحق لها امتلاك السلاح النووي ولكن للأفراد هذا الحق. ولذلك فالملك هو الذي يدفع ثمنها… ويحق له حملها.
سيف نووي؟ مزح.
قد يكون مزحاً اليوم، ودماراً ذات يوم.