مسؤولية الزوج وتعاونه إحدى ركائز الزواج الناجح
لاشك أن الشعور بالمسؤولية والتعاون بين أفراد الأسرة أمر في غاية الأهمية، فكما يقول رسولنا الكريم “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته” ومن ثمّ فشعور الزوج أو الزوجة بالمسؤولية وتعاونه مع الآخر يجعل الحياة الزوجية تسير في طريقها القويم ويساعد في تكوين روابط أسرية راسخة متينة، وإعراض الزوج عن تحمل المسؤولية أو رفضه التعاون مع شريكه أمر مخز وغير مقبول وقد تكون له تبعات خطيرة على مستقبل الأسرة، بالسياق التالي “سيدتي” التقت استشاري العلاقات الأسرية سمر الميداني لتحدثك عن أهمية شعور الزوج بمسؤوليته عن الأسرة وتعاونه واللذين يمثلان إحدى ركائز الزواج الناجح.
الزوج هو الراعي الأكبر للعائلة
تقول استشاري العلاقات الأسرية سمر الميداني لسيدتي: الزوج هو الراعي الأكبر للعائلة، فهو القيم على العائلة والقوامة من الأمور التي خصّ الله بها الرجل دون المرأة، والتزام الرجل بالقوامة والمسؤولية يشعر الأسرة بأكملها بالأمن والأمان، وتعاون الزوج مع زوجته في كافة شؤون الحياة يكرس لنوع من أنواع الإيجابية، والتي من خلالها تعم المحبة والسلام بين أفراد الأسرة، ومعاونة الرجل لزوجته في أعمال البيت وتقاسم أعباء الحياة يجعل الزوجة تقدّر قيمة حبّ زوجها لها، والذي يزيد من الألفة والمحبة بينهما.
وتوضح الميداني معنى المسؤولية فتقول: المسؤولية بمعناها الصريح هي أن يتخذ الزوج القرارات التي تخص الأسرة وأن يقوم بأحوالها وأن يتحمل التزاماته كاملة وأن يكون متحملاً لقراراته واختياراته لافتة أن مسؤولية الزوج عن الزوجة والأبناء تُعد أحد أهم أسس بناء العلاقة الزوجية السليمة.
وعن تعاون الزوج مع زوجته تقول: يعتبر التعاون بين الزوجين، من أساسيات الألفة والرحمة والمودة والتعاطف فيما بينهما، وتعاون الزوج مع زوجته في شؤون المنزل والأسرة ليس عيباً ولا نقصاً في رجولته أو قوامته، بل يزيد من محبة الزوجين، ويكرس لشعور الزوج الحقيقي بالمسؤولية، فالحياة الزوجية ما هي إلا اثنان اجتمعا على قرار استكمال حياتهما المشتركة معاً تحت سقف الشرعية، ومن ثمّ فالحياة الزوجية في عمقها تكاملية كل من الزوجين يكمل الآخر، ويساهم في صنع أسرة قوية قادرة على مواجهة أي أزمات تمر بها حتى ولو كانت صعبة، وشعور الزوجة بالأمان والاستقرار والتعاون والمشاركة يكرسان للسعادة ويجعلان العلاقة أكثر استقراراً فيزداد الترابط الأسري، ويزداد شعور الطرفين بروح الشراكة في الحياة الزوجية.
تقول الميداني: هناك بعض الأزواج يطالبون دائماً بحقوقهم ويتهربون من واجباتهم ويتغافلون عن التزاماتهم ويرفضون التعاون مع زوجاتهم، بحجة أنه لا يليق بالرجل أن يساعد زوجته بشؤون المنزل والمشتريات وتربية الأبناء، فالزوج يفرض عليها أوامر ولا يريد أن يتخذ أي قرار هام حتى لا يكون مضطراً للتعاون على تنفيذه، وهذا الأمر لا يمكن إلا أن نصفه بالوقاحة النرجسية، فكيف نطالب بحقوق ونلزم الآخرين بواجبات دون أن نعطي أي شيء في المقابل، وهذه النوعية من الأزواج لا يكونوا إلا متخصصين حقيقيين في التهرب من المسؤوليات ويرفضون مد يد العون بأي شكل ويقومون بإسقاط مسؤولياتهم على الآخرين، ودائماً ما يتوقعون من الآخرين تحمل التزاماتهم والإجابة على أخطائهم.
وتؤكد الميداني أن الزوجة التي تتحمل زوجها لو كان بهذه الصفات، فإنها ستعاني عبئاً ثقيلاً للغاية وستجد أنها بمرور الوقت تفقد كل حقوقها وأن حياتها ستمتلئ فقط بالالتزامات والواجبات دون أن تجد متنفساً لها.
دعي زوجك يعرف ما هو مطلوب منه (زوج يقوم بأعمال الكي تعاوناً مع زوجته)
تقول سمر الميداني: لا يمكننا أن نجبر أحداً على تحمل المسؤولية. ولا يسعنا إلا أن نتحاور لنحاول أن نُفهم الآخر أن علينا جميعاً التزامات وأن التعايش الجيد يعتمد على أن يكون كل شخص ناضجاً بما فيه الكفاية لتحمل عواقب أفعاله، وتصحيح أخطائه، وتحمل مسؤولياته، ولذلك لا بد للزوجة أن تسعى لإشعار زوجها بمسؤولياته وتطالبه بالقيام بها وتكون معه عند اتخاذ القرارات الهامة بحياتهما المشتركة وتُعلمه بوجهة نظرها إزاء قراره لو كان غير صائب من وجهة نظرها ولكن بطريقة هادئة وغير مهينة، كذلك فبالنسبة للتعاون يمكن للزوجة أن تضرب المثل لزوجها بقدوتنا جميعاً رسولنا الكريم في تعامله مع زوجاته وأهل بيته وكيف كان يساعدهم بشؤون المنزل دون أن يشعرهم بالمنة والفضل، بل كان يفعل ذلك عليه الصلاة والسلام ليضرب لنا المثل في حب الزوج لزوجته وتقديره لها وتعاونه معها.
ووفق هذا السياق يمكن للزوجة اللجوء لبعض الاستراتيجيات التي تساعدها لاقناع زوجها بأهمية المشاركة والتعاون وتولي مسؤوليات الأسرة
اختاري الوقت المناسب
تقول الميداني: بداية اختاري الوقت المناسب للحوار مع الزوج وطرح المشكلة سواء أكان هذا الأمر يتعلق بتخليه عن مسؤولية ما أو عدم تعاونه، فمن غير المنطقي مناقشته فور عودته من العمل إلى المنزل، لأنه سيكون مرهقاً من يوم عمل شاقّ، كما لا يمكنك محاورته فور استيقاظه من النوم أو قبل خلوده إلى النوم، وعليكِ استخدام أسلوب مناسب ورقيق للحوار دون أن تشعريه أنه مجبر على تقديم المساعدة.
صارحيه بانزعاجك
اخبري زوجك إذا كنتِ تشعرين بالضيق والانزعاج من تنحيه عن مسؤولياته، اخبريه كذلك بضيقك من كسله، وعدم مساعدتك في طلبات المنزل، ولا تتركي الأمر مفتوحاً لكي يخمن ما يزعجك، بل صارحيه بوضوح واخبريه تحديداً بما يضايقكِ ويزعجكِ في تصرفاته في موقف معين، وتحدثي معه بأسلوب لبق ولكن قبل ذلك اعتمدي سياسة الصمت والنظرات المنزعجة أو التمتمة، فهذه الرسائل ستوصل له أنك غاضبة منه، ثم تأتي الخطوة التالية وهي توضيح الأمور له.
دعيه يعرف ما هو مطلوب منه بالتحديد؟
ضعيه أمام مسؤولياته واجعليه يتخذ قراره بنفسه وراقبي الأمر بهدوء، ويمكنك في البداية المشاركة باتخاذ قرار جماعي معه لكي تشجعيه، وبالنسبة لموضوع التعاون لا بد من أن تحددي معه مسؤولياته، فالرجال عامة قد لا يعرفون ما ينبغي عليهم فعله، لذلك يجب عليك ذكر ما يتوجب على زوجك القيام به، فلا يكفي أن تطلبي منه ترتيب شيء في المنزل، بل يجب أن تحددي له الخطوات المطلوب منه اتباعها لتحقيق ذلك، حتي يرضيك، وإلا فإنه سيكتفي بترتيب الأثاث تاركاً باقي المهام كما هي.
امتدحيه ولا تنتقديه
سيكون زوجك سعيداً جدّاً إذا قمت بمدحه، ومدح ما يقوم به ومدح عقله وتصرفاته، وتجنبي النقد المباشر لأن هذا يشعره كم هو غير مسؤول، وتذكري أن تقومي بمدحه في الإطار المعتدل، فلا تمتدحي له تصرفاً خاطئاً أو قراراً غير صائب قام باتخاذه، بل اشكريه على مساعدته لك.
لا داعي للخلاف معه
الخلافات والمشاحنات حول عدم شعور زوجك بالمسؤولية لن تجدي نفعاً معكما، لذا تنحي عن هذا الفعل وقومي بالتركيز على الصالح العام لك وللأسرة، واشعريه بذلك لينتبه لمدى حرصك وخوفك على المصلحة العامة للأسرة، وللحياة الزوجية ككل، بعد ذلك يأتي الحوار والنقاش والتفاهم معه حول كيفية المشاركة والتعاون.
اشكريه على مساعدتك
اشكريه على مايقدمه من حب واهتمام وشعور بالمسؤولية والتعاون، فالرجال يستمتعون عادة برؤية زوجاتهم مبتهجات، ولذلك لا تكوني بخيلة في إبداء علامات الرضا والامتنان والسعادة، عندما يقدم لك زوجك المساعدة في أعباء المنزل، فقدمي له كلمات الثناء والعرفان على تقديم المساعدة لك وعن شعورك بالسعادة في وجوده معك ومشاركته لك، وعليكِ تجنب الحديث عن مشاركته بالمنزل والمساعدة أمام أهله كي لا يُحرج أمامهم.
تجنّبى الحدّة في النقاش
من الأخطاء التى تقع فيها الزوجة فى أي نقاش مع زوجها، هو اللجوء إلي الصوت العالي أثناء الحوار وتشبثها دائماً بفكرة أنها دائماً على حق وهو دائماً على خطأ، لذا فعليكِ أن تفرّقى بين الحزم والإهانة، أو لومه بشكل جارح، فالهجوم سيدفعه إلى اتخاذ موقف دفاعي لمداواة كرامته المجروحة، بل يجب أن تكوني عقلانية ولا داعِ للتسرع أوالعصبية ولا تقومين بالمقارنات بأزواج آخرين أثناء الحديث بشكل فيه انتقاد للرجل، فسيعتبره زوجك إهانة له ويرفض تقديم أي تعاون معك.
تجنّبي تحمل المسؤولية نيابة عنه
من الأخطاء الجسيمة التي تقع بها الزوجة هي محاولة الزوجة تحمّل مسؤوليات زوجها، أو إبداء قدرتها على تدبّرالأمور بمفردها، وهذا خطأ فادح تقع فيه بعض الزوجات، فلابد أن يشعرالزوج بوجود مهام لا تتم إلا بوجوده، وحتى يعتمد بأنك دائماً ستتصرفين نيابة عنه.
اشعريه باحتياجك له
يجب أن تتخلى المرأة عن إظهار القوة أمام زوجها، وبأنها لا تحتاج إليه لمساعدتها، فلابد أن تُشعر زوجها باحتياجها إليه، وإنه توجد بعض المهام الصعبة والتي تحتاج لقراره الحاسم، فالزوجة تعتمد على زوجها في قراره ومسؤوليته وتعاونه معها، و
من ثمّ سيشعر بمسؤوليته عنها ويسعى لإرضائها.
مجلة سيدتي