مطالبات في الأردن بـ”إجراءات أخف وطأة وأقل تشددا” تجاه الإسلاميين

إرتفعت على نحو مرصود وملحوظ في الساحة السياسية الأردنية خلال الأسبوعين الماضيين طروحات الدعوة الى مصالحة وطنية داخلية مع جميع التيارات والأطر الحزبية والسياسية بما فيها التيار الاسلامي حيث لا تزال الازمة تأخذ مكانا متقدمة بين الحكومة و السلطات الرسمية على هامش قرار حظر جماعة الاخوان المسلمين.
لا يبدو ان السلطات الرسمية بصدد تقديم أي مراجعات او تنازلات عن قرار الحظر ومقتضياته.
لكن إطلاق رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو تصريحات تهدد الأردن عبر سيناريو مشروع إسرائيل الكبرى وخرائطه ساهم في صدور أصوات سياسية متزنة تدعو الى انهاء الازمة مع الاسلاميين وايجاد طريقة لتفعيل الوحدة الوطنية وتمتين الجبهة الداخلية و مصالحة شاملة تنهي الازمة استعدادا لمواجهة الخطر الأكبر.
ويبدو في السياق ان قيادات في الحركة الإسلامية أوصلت رسائل لمسئولين كبار في الدولة تفيد بان التيار الإسلامي يقف مع الدولة ومنظومتها في مواجهة مخاطر اليمين الإسرائيلي وتهديدات نتنياهو وطاقمه.
لكن لم يعرف بعد ما هو مصير هذه الرسائل وإن كان الشعور العام هو ان الإجراءات الصارمة ضد الإسلاميين أصبحت أخف وطأة وأقل تشددا.
وكان ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله قد أعلن عن عودة تفعيل خدمة العلم العسكرية.
ورحب الشارع الاردني بهذا القرار على نحو واسع وإعتبر اشارة متقدمة الى ان الاردن جاهز للتعامل مع أي إعتداءات أو سيناريوهات صدامية يقررها اليمين الاسرائيلي.
وهي الرسالة التي أبلغت في الواقع للعديد من الدول الصديقة الأوروبية و للإدارة الأمريكية دون ظهور اي موقف للإدارة الأمريكية حتى بعد 10 أيام يحدد ما اذا كانت الادارة توافق نتنياهو على مخططه الذي يحمل إسم إسرائيل الكبرى مع ان الوزراء الرئيسيين في الاردن وصفوا هذا المخطط باعتباره اوهام يمينية متطرفة.
السياسي والبرلماني الاردني الدكتور ممدوح العبادي كان أول من طالب بأنهاء حالة الخصام الداخلية مع كل الأطراف داعيا الى مصالحة وطنية تشمل الجميع و بصورة حصرية واساسية التيار الاسلامي الاردني.
رحب الإسلاميون في اتصالات متعددة مع العبادي بوجهة نظره لكن السياسي الاردني البارز ايضا الدكتور محمد الحلايقة دعا الىفتح آفاق لتنويع جميع الاتصالات والتحالفات والصداقات ردا على تهديدات اليمين الاسرائيلي التي طالب الحلايقة علنا بعدم تجاهلها معتبرا ان ما تؤشر عليها أخطر بكثير من سيناريو الوطن البديل فقط لا بل الاعتداء على الاردن وضمه الى ملحق المشروع الاسرائيلي التوسعي الاستيطاني المجرم.
وبرزت لاحقا وجهة نظر وزير الخارجية الأسبق الدكتور مروان المعشر القائلة بان تهديدات نتنياهو بخصوص إسرائيل الكبرى “جدية وحقيقية” ويتوجب التعامل معها على هذا الأساس.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية