معارضة شديدة للأعمال الفنية عبر الانترنت
قد يكون التجوّل في صالات عرض الأعمال الفنية أمرا مهيبا بالنسبة للمبتدئين في المجال لذلك فهم يفضلون التفرّج على الأعمال عبر أجهزة الكمبيوتر. غير أن هذا النمط الجديد يواجه معارضة شديدة لا سيما من قبل القيّمين على صالات العرض الكبيرة الذين يعتبرون أنه من غير اللائق شراء تحفة من دون معاينتها بالعين المجرّدة.
ورغم هذه النظرة المحافظة، نمت مبيعات الأعمال الفنية عبر الانترنت بنسبة 9,8% سنة 2018 لتصل إلى 4,64 مليارات دولار، بالرغم من التباطؤ المسجّل للسنة الثالثة على التوالي، وفق تقرير صادر عن شركة “هيسكوكس” للتأمين المرتبط بالأعمال الفنية.
وصحيح أن هذه الفئة من السوق التي تستقطب الشباب من الفنانين وهواة التجميع تتأثر إيجابا بازدهار السوق الفنية في السنوات الأخيرة، غير أن الاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية قد تفتّر حماسة الشراة عبر الانترنت سنة 2019، بحسب ما جاء في التقرير.
وكانت مستويات النموّ أدنى من تلك المسجّلة في السنوات الأخيرة، غير أن شركة التأمين تتوقع انتعاشا للسوق بمعدّل 15% في السنوات الخمس المقبلة. وقد يبلغ حجم السوق حوالي 9,32 مليارات دولار سنة 2024، بحسب “هيسكوكس”.
وقال نيكولا كاديش المسؤول في الفرع الفرنسي من الشركة “ننتظر لمعرفة من هم الخاسرون والفائزون في هذه السوق التي تعجّ باللاعبين”.
وأعرب 77% من القيّمين على منصات البيع الإلكترونية عن تفاؤلهم للأشهر الاثني عشر المقبلة، وهي نسبة أدنى من تلك المسجّلة في العام السابق.
وكان الشباب (بين 20 و35 عاما) يشكلوّن أكثر من 40% من قاعدة الزبائن عبر الانترنت، وفق تقرير العام 2018.
وتوقعت الشركة الأمريكية المتخصصة “هيسكوكس” أن تصل قيمة المبيعات إلى 6ر9 مليارات دولار في عام 2020.
وأشار التقرير إلى أن 44% من عملاء الإنترنت الذين يقبلون على شراء الأعمال الفنية يرون أنها أرخص من التي تباع في المزادات التقليدية، حيث يصل سعر اللوحة الفنية عبر الإنترنت إلى أقل من 5 آلاف يورو لدى موقع “كاتاويكي” ويصل فيه متوسط ثمن اللوحة إلى 300 يورو، مما يعد أحد أسباب ارتفاع مبيعات سوق الفن عبر الإنترنت.
وهذا السوق له قواعده المالية، واقتصاده الخاص، كما أن له معارض ومزادات بعينها مسيطرة عليه، ووفقا لموقع “آرتسي”، وهو أكبر منصة ناطقة بلسان “سوق الفن” عبر الإنترنت، فإن اقتصاد الفن العالمي شهد نموا كبيرا في عام 2018.
وتباع العديد من اللوحات الفنية على اختلاف مدارسها وأشكالها بأسعار خيالية تثير نقاط استفهام كثيرة.
ووفقًا للدراسة الاستقصائية التي قامت بها مؤسسة “آرتس إيكونميكس”، وهي مؤسسة رائدة في سوق واقتصاد الفنون التشكيلية بالتعاون مع بنك “يو بي أس”، فإن الثروات المجمعة للأفراد ذوي الدخل المرتفع، وهم أي شخص لديه أكثر من مليون دولار في حسابه البنكي، قد بلغت 63.5 تريليون دولار حتى مارس/آذار 2018.
وقامت آرتس إيكونميكس بمسح 2245 حسابا بنكيا من أصحاب الملايين والمليارات، ووجدوا أن 35٪ منهم قاموا بجمع الفن والتحف عام 2017، فتلك الطبقة الثرية تفضل الاستثمار في سوق أكثر أمانا من البورصة، وهنا تأتي اللوحات الفنية كالسلع الأنسب للبيع والشراء.
ويرى متابعون أنه بينما يواصل أصحاب الملايين والمليارات السيطرة على اقتصاد هذا السوق كونه أكثر أمانا واستقرارا، فإن قيم اللوحات تتراجع وتبهت في وجه التعامل البرجوازي معها كسلعة.
ميدل إيست أونلاين