معركة النسق الأخير جنوب مأرب: قوات صنعاء على مشارف الجوبة

 

لم تتوقّف المواجهات العسكرية بين قوات صنعاء والقوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، جنوب مدينة مأرب، خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تبدو المعركة على أشدّها بعدما دفعت قوات هادي بثقلها العسكري إلى محيط مدينة الجوبة لحفظ النسق الأخير للدفاع عن مدينة مأرب. مع ذلك، واصلت قوات صنعاء تقدّمها في عدد من مناطق الجوبة خلال اليومين الماضيين، متجاوزةً عشرات الغارات التي شَنّها طيران تحالف العدوان في محاولة لإعاقة وصول الجيش واللجان الشعبية إلى مدينة الجوبة والاتجاه منها نحو مدينة مأرب.

ووفقاً لمصدر عسكري في الجبهة الجنوبية لمأرب تحدّث إلى «الأخبار»، فقد شنّ طيران «التحالف» خلال اليومين الماضيين عشرات الغارات على عدد من مديريات المحافظة، مستهدفاً المناطق التابعة للجوبة وحدها بـ25 غارة، طالت إحداها شاحنة مدنية ما أدّى إلى سقوط عدد من القتلى. كما استهدفت غارات مديرية العبدية، وأخرى مديرية الماهلية، وثالثة مديرية رحبة التي سقطت تحت سيطرة قوات صنعاء أواخر الأسبوع الماضي، ورابعةٌ مديرية مدغل التي شهدت مواجهات عنيفة السبت الفائت انتهت بسيطرة الجيش واللجان الشعبية على الخطّ الإسفلتي في مدغل، ليقتربا بذلك من معسكر الماس الذي أصبح على بعد 4 كيلومترات من خطّ التماس، بعدما تمّت السيطرة على مرتفعات ما يُسمّى بـ«طلعة المئة» والمواقع المحيطة بها كافة، والقريبة من المعسكر الاستراتيجي الذي كان يُستخدم كمقرّ لقيادة «التحالف»، فضلاً عن اقترابهما من الالتحام بجبهة رغوان غرب مأرب.

التقدّم العسكري الذي أحرزته قوات صنعاء باتجاه مدينة الجوبة، شمل إسقاطها منطقة نجد المجمعة، آخر مناطق مديرية رحبة، وتوغّلها في الجهة الغربية لمدينة الجوبة من ثلاثة مسارات عسكرية، لتتجاوز محطة بحيبح وشعب غبار وجبل القوبيل، وصولاً إلى منطقة المواسط القريبة من المدينة. وتزامن ذلك مع استمرار المساعي الهادفة إلى تجنيب عدد من مناطق قبائل مراد القتال. وبحسب مصادر قبلية، فقد استجاب عدد من القبائل لتلك المساعي، وسحبت المئات من عناصرها من المواقع التابعة لـ«التحالف»، فيما تنتظر لجان الوساطة استجابة بقية القبائل لدعوات السلام التي يطلقها الجيش واللجان.

وبالتوازي مع اشتداد المواجهات العسكرية في الجوبة، تواصلت المعارك في جبهات النضود والعام شمال مأرب، حيث شهدت المناطق الواقعة شرق صافر وبالقرب من الخطّ الدولي الذي يربط محافظتَي مأرب وحضرموت اشتباكات عنيفة، تَمكّن خلالها الجيش واللجان من الاقتراب من معسكر الرويك الذي كان يُستخدم كقاعدة خلفية للقوات السعودية في مأرب. وكانت تلك القوات عمدت، منتصف الأسبوع الماضي، إثر تقدّم قوات صنعاء، إلى سحب ما تبقى لها من أسلحة حديثة وعتاد من معسكر الرويك إلى جوار منفذ الوديعة الرابط بين اليمن والسعودية.

تطويق الجيش واللجان مدينة مأرب من أكثر من اتجاه منحهما هامشاً واسعاً لتسديد ضربات موجعة إلى «التحالف» والقوات الموالية له، وإرباك أيّ تحرّكات عسكرية لهما، وضرب أيّ أهداف في محيط المدينة. وفي هذا الإطار، نفّذت قوات صنعاء، أول من أمس، عملية عسكرية مشتركة شاركت فيها القوة الصاروخية والطيران المسيّر، وطالت عدّة أهداف داخل المنطقة العسكرية الثالثة ومحيطها، ما أدّى إلى تدمير غرفة عمليات وعدد من مخازن السلاح.

ومع استمرار سقوط العشرات من المواقع العسكرية التابعة لقوات هادي، قالت مصادر مقرّبة من حكومة الأخير إن قيادة «القوات المشتركة» السعودية – الإماراتية، بقيادة الفريق مطلق بن سالم الأزيمع، بدأت تحرّكاتها لتسليم جبهات مأرب لقيادات موالية للإمارات. ووفقاً للمصادر، فقد استدعى «التحالف» عدداً من القيادات العسكرية المناهضة لحزب «الإصلاح» (إخوان اليمن) من مأرب إلى الرياض، وعلى رأسها اللواء مفرح بحيبح، وهو قائد عسكري موالٍ لأبو ظبي ومن مشائخ قبيلة مراد. وأضافت المصادر أن «الإصلاح» أبدى تذمّراً من قرار «التحالف» إقالة القيادات الموالية له وتعيين أخرى محسوبة على الإمارات. على أن ذلك لا يزال في إطار التسريبات، ولم يظهر ما يؤكّد صحّته إلى الآن.

 

 

 

 

صحيفة الاخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى