مقتل زنجي مينابوليس : الظلم صاعق تفجير لا يعبأ بقوة السلطة !!
خاص باب الشرق
هل شكل جورج فلويد ( بوعزيزي مينابوليس)، الذي أطلق قتله على يد عناصر الشرطة الأميركية، احتجاجا” في معظم المدن الأميركية على التمييز وعدم المساواة والظلم في المجتمع الأميركي ؟
وحسب فيديوهات الحادثة فإن فلويد تعرض لمعاملة عنيفة بشكل همجي من قبل الشرطة بسبب لونه و عرقه، حيث بعدما تم إخراجه من سيارته وتقييده، جرى رميه على جانب الرصيف و ضغط على جسمه بواسطة ثلاثة عناصر شرطة، أحدهم وضع ركبته على رقبة فلويد، و أستمر بالضغط عليها لمدة 8 دقائق و 46 ثانية حتى فارق الحياة..
المشكلة العميقة والأساسية لهذه الجريمة هي الظلم وعدم المساواة بين البيض والسود، والعنصرية، والتمييز بين المواطنين، وعدم المساواة التي تراكم الغضب عند المضطهد و المميز ضدهم. وإذا تطرقنا لرأي خبراء في المجتمع الأميركي نجد أن المشكلة كامنة في أساس النظام الأميركي، حيث أنه جرى تصميم المؤسسات الأميركية، من الكونغرس، والنظام الانتخابي والنظام القانوني، تميل كلها إلى حماية الملكية الخاصة قبل كل شئ. وداخل أميركا مازال يعتبر العرق والتمييز العرقي هو المؤشر الوحيد لدعم الرفاهية . واضطراب رفاهية المجتمع الأميركي سببه الاضطراب وعدم المساواة في إتاحة هذه الرفاهية للجميع. بإختصار، التمييز وعدم المساواة هما أساس زعزعة المجتمع، ومركز الاضطراب ومطلق الفوضى عبر الاحتجاجات، أو عبر العنف المنفلت الغاضب ..
ربما يرد علينا من يقول أن الدستور الأميركي ضمن المساواة، لكن أحد أهم المفكرين الأميركيين، يؤكد أن المساواة ليست مواداً في النظام القانوني أو الدستور. المساواة ثقافة في العقل، تتحكم بتصرفات الفرد تجاه الآخرين. ومع رفع الكل للدستور والنصوص، إلا أن عقيدة أن (التمييز العرقي أساس الرفاهية) لذلك نجد أن شرطي مينابوليس وضع ركبته على رقبة فلويد دون أي تردد، و دون أي احتجاج من رفاقه الثلاثة المشركين معه في الجريمة ..
من وجهة نظر الاجتماع السياسي فإن مقتل فلويد و اشتعال المجتمع الأميركي بالاحتجاجات الغاضبة دليل على أن (عدم المساواة و الظلم و التمييز) تظل صاعق تفجير في أي مجتمع، ومهما كبرت أوعظمت الدولة اوالسلطة، فإن صاعق تفجير عدم المساواة ينفجر في أي لحظة. وما يجري في أميركا دليل يدفعنا لنقول كان على أميركا أن تتعلم مما جرى في تونس والمنطقة العربية حيث أن الظلم والفقر دفع البوعزيزي ليحرق نفسه ويشعل تونس وليس عيباً أن تتعلم أميركا من المجتمعات الأخرى، وكان عليهم أن يتعلموا مما جرت الأنظمة العربية على مجتمعاتها باعتمادها سياسات ظلم وإفقار وتمييز ..
الدرس أن أميركا، بكل عظمتها وقوتها، لم تستطع أن تغطي الظلم واللامساواة والتمييز. حتى أن انتخاب أوباما، لم يكن دليلاً على نفي التمييز، حيث أن مدعي عام ديترويت، عند حدوث جريمة ما عرف ب ( الموت خنقاً) قد قال أنه (عندما أنتخب أوباما أصبحت العنصرية أكثر علنية) وهذا دليل قوي على أن التمييز مازال راسخاً, رغم أن أحد المميزين عرقياً وصل إلى البيت الأبيض. إضافة إلى أوباما، قال في العام 2012 تعليقاً على مقتل شخص أسود بنار رجل شرطة أبيض (مازالت العنصرية تتحكم بنا)
اللامساواة والظلم والإفقار والتمييز على أساس عرقي أو ديني أو طائفي، وفي أي مجتمع، صاعق تفجير, ينسف المجتمع مهما بلغت الدولة أو السلطة من القوة …..ألم يختبئ ترامب في القبو عندما اقتربت الاحتجاجات من البيت الأبيض؟!!!!
باب الشرق