ممرّ آمن للمدنيين في ريف حماة: أنقرة تعزّز نقاطها

 

فتح الجيش السوري،ممرّاً آمناً أمام الراغبين في مغادرة مدن وبلدات جيب ريف حماة الشمالي الذي حوصر أخيراً، بعد السيطرة على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، وإحكام الطوق حول ريف حماة. ويهدف فتح المعبر إلى منح فرصة للمدنيين للخروج من المنطقة التي باتت محاصرة، ويمكن أن تشهد عمليات عسكرية جديدة في حال عدم التوصل إلى اتفاق أو تسوية لترحيل المسلحين أو تسوية أوضاعهم.

كما تؤشّر الخطوة إلى تجميد العمليات العسكرية مؤقتاً، إفساحاً في المجال أمام المدنيين للمغادرة نحو صوران التي تقع في نطاق سيطرة الجيش في ريف حماة الشمالي. وقال رئيس «هيئة المصالحة الوطنية»، علي حيدر، إن «إخراج المدنيين سيساعد القوات على اتخاذ إجراءات عسكرية وأمنية في المنطقة»، بينما اعتبر المتحدث باسم «الجبهة الوطنية للتحرير» (أحد الفصائل المسلحة في إدلب)، ناجي مصطفى، في تصريح إلى وكالة «رويترز»، أن «إعلان فتح ممر للراغبين بالخروج الغرض منه التأثير على المعنويات».

وبالتزامن مع الإجراء السوري، تستمرّ أنقرة في محاولاتها استحداث نقاط مراقبة جديدة لإعاقة تقدم الجيش. إذ رُصد ، دخول رتلين عسكريين تركيين بشكل متزامن، اﻷول نحو نقطة المراقبة في قرية شير مغار في ريف حماة الشمالي الغربي، والثاني باتجاه ريف إدلب الجنوبي، بينما سيّر الجيش التركي دورية من نقطة المراقبة التركية في قرية تل الطوقان في ريف إدلب الجنوبي الشرقي إلى بلدة معرحطاط جنوبي معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، موقع تمركز الرتل التركي الذي دخل أخيراً، وتوقف إثر تعرض نقطة التقائه بالمسلحين لغارة جوية سورية، قبل أن يبدأ برفع سواتر وإنشاء تحصينات، في ما يوحي بأنه سيقيم نقطة مراقبة جديدة في البلدة. وفي الصرمان قرب مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب، استهدفت طائرات حربية سورية محيط نقطة المراقبة التركية الثامنة، في وقت جدد فيه المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي، قوله إن «تركيا ستحافظ على وجودها في نقطة المراقبة التاسعة (مورك)».

في المقابل، علّقت موسكو على استعادة الجيش السوري السيطرة على مدينة خان شيخون بالقول إن «روسيا ترحب بسيطرة الجيش السوري على خان شيخون، وتعتبرها انتصاراً على الإرهاب». وأشار المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إلى أن «الحديث دار منذ البداية عن أن الحرب ضد الإرهاب والقتال ضد الجماعات الإرهابية ستتواصل في كل المناطق، ولا سيما القتال ضد الإرهابيين الذين يستمرون في هجماتهم ضد القوات المسلحة السورية، وأيضاً الهجمات ضد القاعدة الروسية في حميميم، لذلك، لا يسعنا سوى الترحيب بمثل هذه الانتصارات المحلية على هذه الجماعات».

من جهتها، ذكرت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن روسيا «مستمرة في التعاون مع تركيا بشأن الوضع في إدلب». واعتبرت زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي أن «من المهم الالتزام الصارم بجميع الاتفاقات المتعلّقة بإدلب، والتي تهدف إلى مواصلة محاربة الإرهابيين وضمان سلامة المدنيين». وأضافت: «في هذا السياق، سنواصل التفاعل مع تركيا في إطار مذكرة سوتشي المؤرخة في 17 أيلول 2018».

على خط مواز، تناقلت تنسيقيات المسلحين أنباء تُفيد عن بدء «قوات سوريا الديموقراطية»، من إزالة نقاط المراقبة على الحدود التركية ــــ السورية بالقرب من بلدة سلوك في ريف الرقة الشمالي، تمهيداً لانسحابها من البلدة. كما تحدث ناشطون محلّيون عن أن رتلاً عسكرياً تابعاً لـ«قسد» انسحب من مدينة تل أبيض على الحدود السورية ــــ التركية في الريف نفسه. وبالتزامن مع ذلك، سيّرت القوات الأميركية عدداً من الدوريات العسكرية على طول الشريط الحدودي بالقرب من مدينة رأس العين في ريف الحسكة الشمالي الغربي بعد انسحاب «قسد» منها.

قال رئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس، لتلفزيون «فرانس 24»، إن الناقلة الإيرانية التي تريد الولايات المتحدة احتجازها ليست في طريقها إلى اليونان. وكانت الناقلة «أدريان داريا 1» قد غادرت جبل طارق يوم الأحد الفائت. وأظهرت بيانات تتبع حركة الملاحة، يوم الثلاثاء، أنها تتجه صوب ميناء «كالاماتا» اليوناني على الساحل الجنوبي لبيلوبونيز، على أن تصل يوم الاثنين المقبل. وأكد ميتسوتاكيس من باريس، التي يزورها للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن «السفينة ليست في طريقها إلى اليونان، ولم نتلقّ طلباً منها للرسوّ في أي ميناء يوناني». وسبق أن لوّح وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الثلاثاء، بأن «الولايات المتحدة ستتخذ كل الإجراءات الممكنة لمنع الناقلة من إيصال النفط الذي تحمله إلى سوريا».

 

صحيفة الاخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى