من غير ليه … يا فرج
( جايين للدنيا مانعرف ليه .. ولا عاوزين ايه ..ولا رايحين فين ..)
آخر ما غنى المرحوم عبد الوهاب .. تخطر على بالي كثيراً هذه الأيام .. وخاصة رايحين فين …!!
فالبعض انطلق إلى الأمريكيتين ومصر ولبنان وتركيا ودبي والأردن وليبيا والجزائر والأكثرية إلى السويد وألمانيا .. ومن بقي في البلد الأم .. غالبيتهم ينتظرون طريقة للخروج من البلد ولو بطرق غير شرعية، وآخرون ينتظرون الفرج .. وجماعة من ينتظرون الفرج تتربص بهم جماعة الحكومة والتي تعمل بشتى الوسائل لاعتقال فرج ..والتنكيل به .. وخنقه .. من خلال التقنين والتمنين والتقشف ..!
حرب البقاء والتأقلم .. صراع المبادئ والقيم والأخلاق .. مسألة الوجود السوري برمته .. أرضاُ وشعباً وحضارة .. وبلداً ….هي حرب حقيقية شرسة .. يخوضها السوريون في كل مكان ولو بدرجات متفاوتة .!!.
فبعد كل ما جرى ويجري في سوريا .. لم تعد شعارات الحرية والكرامة والتغيير والعدالة الاجتماعية والمواطنة والمساواة ووو… من شعارات طنانة رنانة هي هاجس السوريين وهدفهم اليوم .. بل أصبحت مسألة وجودهم بحد ذاتها أكبر تحد يواجهونه اليوم …!!!
فعندما نعود إلى أول حق من حقوق الانسان ،، وهو حق الحياة .. ونهبط إلى أول درجة في سلم الرقي والتطور الانساني وهو تأمين الغذاء والماء والمسكن والملبس والدواء، وعندما يصبح الحفاظ على الحياة غاية السوري وأقصى أمانيه ..وتأمين لقمة العيش وأساسيات الحياة جل تفكيره وأقصى طموحه … كيف يمكن أن تجيب من يسألك عن الفرج ؟؟
فالشعب متعب .. منهك .. يائس .. لم يعد بانتظار أي شيء ..حتى الفرج بات مدعاة للتهكم والسخرية والضحك .. فأي فرج والناس بردانة وعطشانة وجائعة وفقيرة ..خاصة بعد آخر احصائية للأمم المتحدة تشير الى أن 75% من الشعب السوري بات تحت خط الجوع والفقر .. هل يعقل أن تصل بلد إلى هذه النسبة المتدنية ويبقى فيها فرج .. !!
لا أحد يريد لفرج أن يحيى في سوريا .. فرأسه مطلوب عالمياً واسمه موضوع على الحدود الدولية والمحلية.
فرج هاجر .. هرب .. استشهد .. مات .. اعتقل .. وطفش ………
ورغم ذلك ما زالت إرادة الحياة والكوميديا الساخرة وحس الفكاهة .. ومقاومة اليأس وابتكار وسائل جديدة للتأقلم والحياة .. هي الحرب الحقيقية اليومية التي يخوضها السوري داخل البلد وخارجه .. وينجح ..
و ما زال البحث جارياً .. عن فرج .. وعن أقوال فرج
لا بد للحرب أن تنتهي ولا بد لفرج أن يعود .. من غير ليه ..!!