«مناورات» برية شمالاً وجنوباً: العدو يواصل «تكتيكات» الإبادة

لليوم الثالث على التوالي، واصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب عشرات المجازر الجماعية في مختلف مناطق قطاع غزة، عبر قصف جوي عنيف استهدف الآمنين في بيوتهم، ما أدّى إلى استشهاد 110 أشخاص، لترتفع حصيلة الضحايا خلال 72 ساعة إلى 591 شهيداً و1042 مصاباً.
على أن تلك حصيلة غير نهائية أعلن عنها المكتب الحكومي في غزة، لافتاً إلى أنها تشمل مَن تمكّنوا من الوصول إلى المستشفيات، فيما لا يزال عدد غير معروف من الضحايا تحت الركام، في ظل عجز فرق الإنقاذ عن انتشالهم نتيجة انعدام الوقود وشلل المعدات ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.
وفاقم المعاناة من تداعيات هذا الحصار، إغلاق «محور نتساريم» بالكامل، منذ أول أمس، ما عمّق عزلة شمال القطاع عن جنوبه، في وقت باتت فيه المستشفيات التسعة التي لا تزال تعمل في غزة، مُستنزفة إلى حدّ كبير جراء نقص الإمدادات الطبية والأدوية.
وفيما أتى استئناف العدوان في ظلّ دعم أميركي معلن، حصدت الإبادة الجماعية الممنهجة بحقّ أهالي غزة، أرواح عدد كبير من الأطفال والنساء والمسنّين، والذين تجاوزت نسبتهم من إجمالي عدد الشهداء، وفقاً لإحصائيات وزارة الصحة، الـ70%.
ومع تواصل الغارات على مناطق متفرقة من القطاع، أعلن جيش الاحتلال بدء عملية برية في شمال القطاع تحديداً، مشيراً إلى أنها تتركّز في منطقة بيت لاهيا، والتي تكثّفت فيها الاستهدافات، عبر قصف جوي ومدفعي عنيف، في ساعات المساء.
كما أعلن، في وقت لاحق، توسيع عمليته البرية في غزة لتشمل منطقة رفح في أقصى جنوب القطاع. وقال الجيش، في بيان: «في الساعات الأخيرة، نفّذت القوات عمليات برية في منطقة الشابورة في رفح»، مضيفاً أن عملياته مستمرة أيضاً «في شمال ووسط» القطاع.
ورداً على المجازر المرتكبة بحق المدنيين، قصفت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، ظهر ، مدينة «ريشون لتسيون»، جنوب «تل أبيب»، برشقة صاروخية من نوع «مقادمة M90»، حسبما أعلنت في بيان لها، أرفقته بمشاهد مصوّرة تظهر إطلاق الصواريخ.
وفي المقابل، قال جيش الاحتلال، في بيان: «رُصدت ثلاثة مقذوفات أُطلقت من جنوب قطاع غزة باتجاه إسرائيل. اعترض سلاح الجو الإسرائيلي قذيفة واحدة بنجاح، بينما سقطت قذيفتان إضافيتان في منطقة مفتوحة».
وفيما دوّت على إثر إطلاق الصواريخ، صافرات الإنذار في مناطق واسعة من «تل أبيب»، ذكرت «القناة 12» العبرية أن شظايا صواريخ الاعتراض سقطت في مناطق متفرقة من مدينة «ريشون لتسيون»، وسط استنفار أمني واسع في مواقع سقوط الصواريخ.
كما أفادت «هيئة الإسعاف» الإسرائيلية بإصابة 13 مستوطناً أثناء توجههم إلى الملاجئ، فيما عانى ثلاثة مستوطنين من نوبات هلع، وقُطعت أصابع مستوطن بعدما أغلق على يده باب الملجأ أثناء انطلاق الصافرات.
وأثار تمكّن «القسام» من إطلاق هذه الرشقة تجاه عمق «تل أبيب» – على رغم مرور 17 شهراً على الحرب المدمّرة التي ألقى خلالها الاحتلال على القطاع، نحو 100 ألف طن من المتفجرات -، حالة من الغضب والذهول في الكيان، بعد حديث مسؤوليه عن القضاء على مقدّرات المقاومة في غزة.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن المستوطنين الإسرائيليين يعيشون أجواء الحرب من جديد، بعد أن دوّت صافرات الإنذار في «تل أبيب»، وعطّلت عشرات الرحلات الجوية في «مطار بن غوريون»، ما جعلهم يستشعرون «إرباكاً شديداً بعد شهرين من الهدوء»، لافتة إلى أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أعاد الحرب على قطاع غزة ليجبر حركة «حماس» على «إجراء مفاوضات تحت النار»، ولكنّ المستوطنين «تحت النار الآن».
وفي أول كلمة له عقب استئناف الاحتلال حرب الإبادة الجماعية، بعث الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، تحيةً إلى أهل اليمن على «موقفهم المشرّف وإسنادهم المباشر لأهلهم في غزة، رغم الضريبة الباهظة التي يدفعونها ثمناً لوفائهم للأقصى وفلسطين».
وقال أبو عبيدة: «لقد تقاطعت اليوم صواريخ اليمن مع صواريخ غزة في سماء تل أبيب لتؤكد أن غزة ليست وحدها، وأن من خلفها رجالاً من أحرار الأمة لن يُسلّموها لأعدائها المتغطرسين»، داعياً «كل أحرار أمتنا إلى الانخراط في معركة الدفاع عن الأقصى، واستكمال مشوار الدعم والإسناد لغزة؛ لكسر شوكة العدو الصهيوني المجرم وإجباره على وقف عدوانه».
صحيفة الاخبار اللبنانية