منى زكي … هتقدر على «الست»؟ فمنذ أن فاجأ رئيس «الهيئة العامة للترفيه» السعودية، تركي آل شيخ، الوسط الفني المصري بمشروع فيلم عن أم كلثوم (1898 ـــ 1975) يحمل اسمها، لم يخرج أي تصريح من الأطراف الثلاثة المتربطة بالعمل، وهم: الممثلة المصرية منى زكي التي ستؤدّي شخصية «الست»، والمؤلف أحمد مراد، والمخرج مروان حامد.
من المعروف أنّ «أبا ناصر» يعشق الإعلان مبكراً عن أفكاره تاركاً الجمهور والمتخصّصين غارقين في بحر من علامات الاستفهام والتساؤلات. مثلاً، لا تزال المدة الزمية التي ستدور فيها أحداث الشريط مبهمة. وبعدما قدّم المسلسل الأيقوني «أم كلثوم» (تأليف محفوظ عبد الرحمن، وإخراج إنعام محمد علي) قبل 25 عاماً سيرة «كوكب الشرق» منذ الميلاد حتى الوفاة بطريقة مثالية إلى حد بعيد لم تقترب من المناطق الشائكة في حياة أهم مطربة عربية في القرن العشرين. تبرز تساؤلات حول إذا ما كان أحمد مراد سيلتزم بهذه المعايير، أم سيخاطر ويتطرّق إلى جوانب سلبية في حياة صاحبة «إنت عمري».
هل ثنائية مراد وحامد قادرة على التصدي لعمل شخصية بحجم أم كلثوم؟
وفي حال فعل، كيف سينجو صنّاع العمل من أنّ المشروع كله محاولة سعودية لتشويه الأيقونة المصرية؟ والأهم هل إنّ ثنائية مراد وحامد اللذين قدّما سلسلة من الأفلام التجارية الناجحة. مثل «الفيل الأزرق» (2014 ــ 170 د) و«كيرة والجن» (2022 ــ 175 د)، قادرة على التصدي لعمل عن شخصية بحجم أم كلثوم؟
طوفان التساؤلات امتد ليغرق المساحة الآمنة التي تقبع فيها منى زكي في السنوات الأخيرة. بفضل باقة من الأعمال الناجحة تلفزيونياً وسينمائياً. كونها سبق أن أخفقت في تجسيد سعاد حسني (1943 ــ 2001) عبر مسلسل «السندريلا» (2006 ــ إخراج سمير سيف الذي تشارك التأليف مع ممدوح الليثي) الذي لم يسقط فقط من حساباتها. بل من حسابات الجمهور والقنوات.
حتى الآن، تلتزم منى الصمت. وسط توقعات بأن يستفيد صنّاع الفيلم من تقنيات الذكاء الاصطناعي وأحدث صيحات المؤثرات البصرية والسمعية من أجل الوصول إلى أعلى درجة تطابق بين «ثومة» وزكي، وفي سبيل نجاة الشريط على الأقل لناحية التقييم التقني. بانتظار التقييم الفني المرتبط بالتفاصيل التي سيكتبها أحمد مراد وإدارة مروان حامد للممثلين. علماً أنّه حتى كتابة هذه السطور، رشّح للمشاركة في العمل كلّ من: سيد رجب، ومحمد فراج، وعمرو سعد. وسط تسريبات عن مشاركة نجوم كثيرين كضيوف شرف، أبرزهم أحمد حلمي دعماً لزوجته في تجربتها الصعبة المنتظرة.
منى زكي أجادت تجسيد شخصية جيهان السادات في فيلم «أيام السادات»
صحيح أنّ منى زكي أخفقت مع «السندريلا»، لكنّها أجادت تجسيد شخصية جيهان السادات (1933 ــ 2021) الشابة في فيلم «أيام السادات» (2001 ــ إخراج محمد خان ــ 168 د) أمام أحمد زكي. غير أنّ الإجادة ارتبطت بكون الجمهور لم ير جيهان على الحقيقة إلا في اللقطات الرسمية. لكن في حالة أم كلثوم الوضع مختلف. لم ير الجمهور صاحبة «سيرة الحب» أيضاً إلا كمطربة وفي حواراتها التلفزيونية نادرة. لكن الصورة الراسخة في الأذهان هي شخصية قوية مسيطرة تملأ ذاكرة المصريين والعرب. وإن لم يقارن الناس منى مع الست نفسها، فقد يقارنوها بصابرين التي باتت المرجعية للشخصية منذ النجاح التاريخي الذي حققه مسلسل «أم كلثوم» لدى عرضه في عام 1999.
اللافت أنّ مسلسل «أم كلثوم» لم يكن الوحيد في نهاية القرن العشرين الذي تناول حياة «الست». إذ أخرج محمد فاضل لزوجته فردوس عبد الحميد شريط «كوكب الشرق» الذي لم يصمد إلا أياماً في شباك التذاكر. إذ مني بفشل غير مسبوق. لتصبح السؤال الأبرز بعد الإعلان عن التمويل السعودي للمشروع الجديد: هل ستقترب منى زكي من المستوى الذي ارتقت إليه صابرين. أم تهوي مع مراد وحامد إلى حيث اختفى شريط عبد الحميد وفاضل؟
صحيفة الأخبار اللبنانية