وقع ستة كتاب سوريون إصداراتهم الجديدة في مهرجان حافل في مكتبة الأسد بدمشق والذي أقيم برعاية اتحاد الكتاب العرب في سورية ، والكتاب السوريون هم الروائي المحامي محمد الطاهر الحاصل على جائزة حنا مينة للرواية والكاتب المسرحي محمد الحفري المعروف بحصاد الجوائز ومن بينها جائزة الطيب صالح للرواية والشاعر المترجم نضال بغدادي والكاتب الروائي عماد نداف والكاتبة فاتن ديركي والكاتب المغترب مقبل الميلع .
وقد حمل المهرجان عنوانا لافتا هو (الوردة تتفتح …. الثقافة سلاحنا)، وافتتح المهرجان بفيلم وثائقي عن هوية المهرجان أعده وأخرجه عماد نداف، كما قدّمت فواصل بصرية عن الكتاب عرضت فيها لمحات عن مسيرة الأدباء المساهمين و إنجازاتهم ، مع التركيز على تاريخهم الأدبي والجوائز التي حازوا عليها. مما سمح للجمهور بالتعرف إلى الإنجازات الأدبية وكيفية تأثير الكتاب على المشهد الثقافي .
وجاءت كلمة عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب، التي مثل فيها الاتحاد، الأديب رياض طبرة لتؤكد على أهمية الثقافة ودورها كعامل حيوي في نمو الوعي وتطور المجتمع، ونوه إلى أهمية هذا الحفل في تأكيده على الروح الجمعية المتعاونة بين الأدباء مشيداً بالإصدارات الجديدة المشاركة لجهة غناها بالتنوع الأدبي وأصنافه من رواية وشعر ومسرح.
وكان المهرجان نموذجاً واضحاً يُظهر أن الثقافة ليست مجرد مجموعة من الأعمال الأدبية العادية، بل إن الثقافة سلاح فعّال ومؤثر قادر على مواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية، كما تسهم في جهود بناء مجتمع أفضل ويُظهر ذلك دور الكتاب كقوة مؤثرة في المجتمع السوري المعاصر.
عن الأعمال الأدبية المشاركة في مهرجان الوردة
أشار الكاتب محمد أحمد الطاهر، في حديث لموقع بوابة الشرق الأوسط الجديدة إلى أن الهدف من هذا الحدث هو تعزيز الوعي الثقافي وترقية الأدب. كما ذكر أن روايته “القمر على الفرات” تعكس معاناة البطلة في ظروف الحياة القاسية، مشيراً إلى أن الجميع تخلى عنها في الوقت الذي كان الوطن فيه ملجأها الوحيد ومكان أمانها.
أما الكاتبة فاتن ديركي فقد قدمت في روايتها “كوشي”، التي تناول رحلة فتاة تسعى للبحث عن معنى السعادة، حيث تكتشف من خلال تجربتها أن السعادة الحقيقية تكمن في إسعاد الآخرين وليس فقط في تحقيق رغباتها الشخصية.
كما سلط الكاتب محمد الحفري الضوء على مسرحيته “صاحب الظل الطويل”، التي تتناول قصة حب معقدة تحيط بها مشاعر اللوم والعتاب، معبراً بذلك عن وفاء الحبيب أمام تحديات الزمن وصعوبات الحياة.
و أثار الكاتب مقبل الميلع، قضية جدلية هامة من خلال روايته “وبينهما الشيطان”، التي تتحدث عن الصراعات النفسية الداخلية لشاب يسعى لتحقيق طموحاته وسط ظروف اجتماعية صعبة ومعقدة. من خلال شخصيته، عكست الرواية مواضيع متناقضة مثل الطموح والجشع، حيث تقدم سردًا عميقاً لصراع بين الخير والشر، موضح أن الشيطان حاضر في كل عمل سلبي ومسيء يمكن أن يقوم به الإنسان، وأن الحب الحقيقي قادر على الانتصار في النهاية على كل العوائق والمشكلات.
وكذلك قدّم الإعلامي والروائي عماد نداف روايته “حكمة البومة والببغاء كاسكو”، على شكل حكاية مفتاحية ناقشت الحركة السياسية في الخمسينات بأسلوب سردي يجمع ببراعة بين الواقع والرمزية، مما يعكس قضايا أعمق تتعلق بالحكمة والقدرة على التجاوز والتكيف مع التحديات.
ومن جانبه اعتبر الشاعرنضال بغدادي، مجموعته الشعرية “سيرة موت غريب”، أن الحدث الثقافي يعد ضرورياً جداً في أوقات الحرب والنزاع، حيث إن القلم والكتاب هما السلاحان الوحيدان المتاحان للكتاب والمبدعين للتعبير عن القضايا الاجتماعية والإنسانية. في مجموعته الشعرية، تناول بغدادي موضوع الموت بشكل جاد، مشدداً على أهمية الروح الشعرية في التعبير عن مجمل الواقع الإنساني وتجارب البشر المختلفة.
مهرجان الوردة خلق جواً من الحوار الثقافي القيم. و عكس التزام الكتاب بدورهم الفاعل في تعزيز ثقافة القراءة والكتابة في المجتمع السوري، كما أكد على أهمية الأدب كمدخل لتعزيز الوعي والمقاومة الثقافية في وجه التحديات.
وعلم موقع بوابة الشرق الأوسط الجديدة أن معظم النسخ التي عرضت للتوقيع قد نفدت من نافذة البيع، ولم تكف الحضور الوافر للجمهور .
بوابة الشرق الأوسط الجديدة