مواجهات دموية شمال بغداد بين أنصار «الحشد الشعبي» وعشيرة
دفعت مواجهات دموية في قضاء الدجيل (شمال بغداد) بين عشيرة غاضبة لقتل زعماء منها، ومجموعة «عصائب أهل الحق» التي تفرض نفوذها في المنطقة وتُتهم بارتكاب أعمال قتل، إلى تجديد المطالبات بسحب العناصر المسلحة وحصر السلاح في يد الدولة.
وشهدت الدجيل مواجهات بين عشيرة «الخزرج» وعناصر من «عصائب أهل الحق» على خلفية مقتل ضابط في الشرطة وأحد مرافقيه من وجهاء العشيرة، قبل خطف شيخين من العشيرة وقتلهما خلال تشييع الأولين، هما الشيخ عناد محمود الهزاع الخزرجي والشيخ عباس عراك الخزرجي.
وذكر مصدر مطلع أن «العشائر اشتبكت مع عناصر «العصائب» الذين يعملون في إطار «الحشد الشعبي» على طريق سامراء- الدجيل، ما أدى إلى مقتل أحد أبناء العشائر»، مشيراً إلى أن «قائد عمليات سامراء وقائد شرطة صلاح الدين أوعزا إلى الجهات المعنية بفتح تحقيق في الحادث».
وكان وزير الداخلية قاسم الأعرجي وعد في زيارة للدجيل بالتحقيق في الحادث وملاحقة الجناة، بعد قطع عشيرة الخزرج الطرق الرئيسية، ومهاجمتها القوى الأمنية وعناصر «عصائب أهل الحق مصدر أمني في محافظة صلاح الدين أكد لـ «الحياة» أن «وزير الداخلية وبعض مستشاريه وممثلين لـ «العصائب» بزعامة قيس الخزعلي تفقدوا الأوضاع الأمنية في قضاء الدجيل الذي شهد خلال اليومين الماضيين اشتباكات مسلحة بين أبناء العشائر وعناصر من مكتب العصائب هناك».
وتابع أن قيادة عمليات القضاء أعلنت هدنة عشائرية إلى حين تسوية الخلاف هناك، واعتقال المتورطين بخطف ثلاثة من شيوخ قبيلة الخزرج وقتلهم وفرضت قيادة شرطة الدجيل حظراً للتجوال في القضاء، وشهدت منطقة الدجيل ليل أول من أمس اشتباكات ومواجهات مسلحة بين أبناء عشيرة الخزرج وفصيل تابع لـ «الحشد الشعبي»، على خلفية مقتل الشيخ عناد محمود الهزاع الخزرجي والشيخ عباس عراك الخزرجي بعد خطفهما.
وأكد محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري، اتفاقاً مع رئيس هيئة «الحشد الشعبي» فالح الفياض لإبعاد عدد من فصائل الحشد خارج المحافظة. وقال إنه عقد اجتماعاً مع رئيس الهيئة فالح الفياض لإنهاء «التوتر في قضاء الدجيل»، مشيراً إلى اتفاق لسحب عدد من فصائل الحشد إلى خارج المحافظة. وأكد الجبوري أن «القوات الأمنية موجودة في المدينة وتمت السيطرة على الوضع».
ودعا رئيس مجلس محافظة صلاح الدين أحمد الكريم إلى «حصر السلاح في يد الدولة وفق القانون»، لافتاً إلى أن «الوضع في المحافظة لن يستقر طالما هناك سلاح منفلت خارج إطار الدولة».
وتشير الأحداث إلى نفوذ يتوسع لمجموعات «الحشد الشعبي» في المناطق المحررة من «داعش» ومحيطها، إذ تعد منطقة الدجيل ذات الغالبية الشيعية، ضمن محافظة صلاح الدين، من المناطق الأكثر توتراً على المستوى الطائفي خلال السنوات الماضية. ومع احتلال «داعش» عدداً من المدن عام 2014، انتشر العديد من الفصائل المسلحة للدفاع عن المنطقة، لكنها استمرت في التمركز هناك بعد نهاية معركة الموصل، مثيرة حساسيات مع السكان المحليين.
صحيفة الحياة