نار الصراعات تبدأ في التهام الاقتصاد التركي

 


لندن/ فيينا – بدأت الشركات الأجنبية في تركيا تشعر بأثر انخفاض العملة وارتفاع التضخم وتصاعد الصراع السياسي، وهو ما يزيد الخشية ألا تكون تركيا مصدر النمو المستقبلي الذي كانت تتطلع إليه بعض الشركات.
وحين أعلنت الشركات الغربية نتائج أعمالها لعام 2013 في الأسابيع القليلة الماضية قالت أغلب الشركات التي لها عمليات في تركيا إنها ملتزمة بمواصلة الاستثمار في البلاد. لكن كثيرا منها أقر بوجود مشكلات.
ومثل غيرها من الاقتصادات النامية، تضررت تركيا في الأشهر الأخيرة من خطط البنك المركزي الأميركي لتقليص التحفيز النقدي. وكان التحفيز قد سمح للمستثمرين بالاقتراض بتكلفة زهيدة في الولايات المتحدة واستثمار تلك الأموال في أوراق مالية مرتفعة العائد في اقتصادات أقل تقدما.
ولحقت بتركيا أضرار كبيرة أيضا بسبب الصراع بين رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان وداعية إسلامي يتهمه اردوغان بتلفيق فضيحة فساد لتقويض حكمه.
وبسبب فضيحة الفساد وارتفاع التضخم والتراجع المستمر لليرة التركية، خفضت مؤسسات التصنيف الائتماني نظرتها المستقبلية لتركيا وحذرت من تراجع اقتصادي حاد.
وتراقب الشركات الأجنبية تداعيات الموقف عن كثب.
وقالت شركة فورد الأميركية لصناعة السيارات وشركة "إلرينغ كلينجر" الألمانية لصناعة مكونات السيارات، ولكل منهما مصانع في تركيا، إن هبوط الليرة يلتهم الأرباح. وتعتمد المصانع المملوكة للشركات الأجنبية على مكونات أجنبية يرتفع سعرها مع هبوط الليرة.
وانخفض سعر الليرة التركية خلال التعاملات في الأسواق المالية مقابل سعر الدولار واليورو إلى مستوى غير مسبوق، على إثر التطورات الداخلية المتعلقة بفضيحة الفساد والرشاوى بعد وقف السياسة النقدية التيسيرية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي التي كانت تدعم الاقتصاد التركي.
وقالت مجموعة فودافون البريطانية لخدمات الهاتف المحمول إن إيراداتها تأثرت سلبا في الربع الأخير من 2013 بسبب إجراءات تنظيمية صارمة وضغوط سعرية.
وقالت مجموعة "أو إم في" النمساوية للنفط، وهي من أكثر المستثمرين الأجانب اعتمادا على تركيا في الإيرادات، إن التقلبات الاقتصادية تهدد ربحية وحدتها التركية لمحطات الوقود وزيوت التشحيم بترول أوفيسي.
وقرر البنك المركزي التركي زيادة جميع معدلات الفائدة الرئيسية بشكل حاد. وجاءت هذه الخطوة بعد ضغوط لوقف هبوط الليرة التركية الناجم عن اضطرابات سياسية في الداخل ومخاوف من تخفيضات في إجراءات التحفيز النقدي في أميركا.
ووقعت صدامات في انقرة، الثلاثاء، فيما كان اردوغان يفتتح جادة في المدينة، بين شرطة مكافحة الشغب وحوالي الف طالب تظاهروا تنديدا ببناء هذه الطريق التي تعبر جامعتهم.
وهزت تركيا فضيحة فساد كبرى طالت أعضاء بارزين في الحكومة، ولم يستثنى منها رجب طيب أردوغان وابنه، ما أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية التركية.


ميدل ايست أونلاين

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى