ناظم مهنا : الحلم الكبير في الغرفة الصغيرة !
خاص
على غير العادة ، يغيب الكاتب ناظم مهنا عن احتفالية إصدار كتاب يحمل اسمه، إلا أنه يفرض حضوراً خاصاً بين الناس الذين تدفقوا للمشاركة في إحياء ذكرى رحيله السنوية الأولى، فناظم مهنا ، كما استعاد الكثيرون ذكراه، كاتب كان حمل مشروعا كبيرا يشبه الحلم.
وكما قالت الدكتورة ماجدة حمود أستاذة النقد الحديث في جامعة دمشق كان ناظم مهنا مثقفا استثنائيا، ومن يعرفه يمكن أن يتصور هذا المعنى في تفاصيل الممارسة الثقافية اليومية لناظم الذي عاش ومات فقيرا مثل كثيرين من المثقفين السوريين الذين غصت بأسمائهم الساحات الثقافية المحلية والعربية .
ففي ظهيرة الأحد الماضي أقيمت فعالية ثقافية من قبل دار شيبلا للنشر بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب ومديرية ثقافة دمشق تخللها توقيع كتاب “أرواح نيئة في جرار الفخار” للراحل ناظم مهنا ، وفي هذه الاحتفالية تحدثت الدكتورة ماجدة حمود ، فقالت :
مازلت أبحث عن شخصيات استثنائية ، وكان ناظم مهنا أحد هؤلاء .
وعرضت الدكتورة حمود إنجازاته المتنوعة، فيلسوفا ، شاعراً، قاصاً ، ناقداً ومفكراً . ونظراً لانجازاته المتنوعة، فنحن لم نستطع جمعها..
وأشارت إلى تجربته الفذة في رئاسة تحرير مجلة المعرفة السورية حيث حدثها عن هاجس الحداثة مؤكدا أنه يريد أن ينجز مشروعاً حداثياً في المعرفة وهو مشروع جماعي .
وأوضحت أن منتخباته الروائية العالمية التي كان ينشرها كملحق في المجلة، والتي تشكل عامل دفع للثقافة ودافع إبداع ضروري لكل من يسعى من أجل الابداع . ونوهت إلى أن هناك من حاربه من أشباه المثقفين ورغم ذلك لم يتحدث عن أحد بالسوء. وقد حارب الفكر المغلق الظلامي.
وقد عرضت دار شيبلا شريطاً مصوراً عنه وعن كتبه ، وقدمت فرقة موسيقية قصيدة بهذه المناسبة ، كما ألقى الشاعر منير خلف ممثل اتحاد الكتاب العرب قصيدة رثاء عن ناظم مهنا..
في تلك الغرفة الصغيرة في مجلة المعرفة ، كان رئيس التحرير يرسم حلمه الكبير في المشروع الثقافي التنويري، وكل المثقفين الذين ارتادوا تلك الغرفة يعرفون جيدا أهمية هذا المشروع .
بوابة الشرق الأوسط الجديدة