تحليلات سياسيةسلايد

نتنياهو يخطط لإسقاط النظام الهاشمي وترحيل مئات الآلاف من فلسطينيي الضفة للأردن..

لم يضف الوزير الإسرائيلي العنصري المتطرف  بتسلإيل سموتريش أي جديد عندما وصف رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو بأنه “كذاب ابن كذاب”، أي جديد، فهذه ليست تهمة وانما حقيقة راسخة معززة بالأدلة، ولكن ما لم يقله هذا الوزير العنصري انه شريك نتنياهو الوثيق في المؤامرة الإسرائيلية التي ترمي الى تنفيذ مخطط اسقاط الحكم الهاشمي في الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني، وترحيل معظم، ان لم يكن كل، الفلسطينيين من أبناء الضفة الغربية الى الضفة الشرقية انطلاقا من شعار حكومته المتطرفة المشترك، والمتفق عليه، الذي يقول “الأردن هي فلسطين”، وربما جاء هذا التهديد الإسرائيلي الوجودي للأردن على قمة جدول أعمال الزيارة الأخيرة للعاهل الأردني الى واشطن ولقائه مع الرئيس جو بايدن وأعضاء الكونغرس.

ترحيل الفلسطينيين من الضفة الى الأردن، وتزايد الأصوات التي تريد الغاء فك الارتباط، سواء بحسن نية او سوئها، تصب في هذا الهدف، وتوفر الشرعية القانونية له، فأي اعتراف بأردنية سكان الضفة يعني انهم عندما يتم ترحيلهم يعودون الى وطنهم الشرعي، وربما هذا ما يفسر تهديد الملك عبد الله باللجوء الى القوة في حالة اختراق حكومة نتنياهو لخطوط الأردن الحمراء، وأبرزها الترحيل او المساس بالوصاية الهاشمية في القدس المحتلة وذلك في لقائه مع قناة “سي ان ان” الامريكية، الذي ادلى به كرد على تشكيل نتنياهو لحكومته المتطرفة.

اختيار نتنياهو للعاصمة الأردنية لكي تكون المحطة الخارجية الأولى بعد حصول حكومته على الثقة في الكنيست بأيام معدودة، لم تكن حبا في الأردن، ولا عاهلها، وانما لإغلاق العواصم الأخرى، وخاصة واشنطن وأبو ظبي أبوابها في وجهه ولو مؤقتا، ولهذا فان تعبيره عن رغبته في تلطيف العلاقات الشخصية مع زعامتها هو إدعاء كاذب، للتغطية على نكبة الترحيل الثانية، وخطوة لإقامة الوطن البديل.

اقتحامات القدس والمسجد الأقصى المتزايدة على وجه الخصوص، ومن قبل ايتمار بن غفير وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، وأحد أبرز حلفاء نتنياهو لا تعكس نوايا طيبة، وانما تصب في مصلحة الخطة المذكورة آنفا، من حيث زعزعة استقرار الأردن وتأليب الشارع الأردني ضد حكومته والزعامة الهاشمية واتهامها بأنها لا تحمي خطوطها الحمر، ولا تتصدى لهذه الاستفزازات.

الأردن يملك الكثير من أوراق القوة التي يبدو انه يتردد في استخدام أي منها، وأبرزها تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود الفلسطينية الأردنية التي تمتد لأكثر من 600 كيلومتر مجانا، ودون أي مقابل غير الاستيطان، والمؤامرات المحبوكة جيدا لضم أراضي اردنية في غور الأردن وخليج العقبة، ولهذا كان من أبرز القضايا التي بحثها نتنياهو مع العاهل الأردني اثناء زيارته الخاطفة لعمان مضاعفة الجهود الأمنية لمنع تهريب الأسلحة عبر حدوده الى الانتفاضة المسلحة الثانية وكتائبها في جنين ونابلس وأخيرا في اريحا في الضفة الغربية.

الأردن وحكومته وقيادته يتعرضون هذه الأيام الى ضغوط مكثفة، أمريكية وإسرائيلية، وعربية أيضا (حكومات سلام ابراهام)، من أجل المشاركة في قمة النقب الثانية التي ستعقد في جنوب المغرب شهر آذار (مارس) المقبل، وتفيد أنباء بوجود موافقة اردنية مبدئية، وهذه المشاركة في حال حدوثها لن تفيد الأردن، بل ستصب في مصلحة مخطط الترحيل الإسرائيلي، وزعزعة الاستقرار الأردني الداخلي، وتأليب الشعب على سلطته، ولهذا نأمل في هذه الصحيفة “راي اليوم” ان لا تستجيب قيادة المملكة لهذه الضغوط وتقع في هذه المصيدة الخطيرة جدا بالتالي.

 

 

صحيفة راي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى