نسرين طافش: فلسطين هدفي المقبل درامياً
تكشف النجمة نسرين طافش في ردّها على السؤال الأخير في مقابلتها مع «الحياة»، عن طبع فيها لا يدركه جمهورها خلف الشاشة، إنها «صبورة جداً» وبالها «طويل فوق التصور»، مضيفةً: «أعتمد هذا الأسلوب في حياتي لأريح نفسي». جواب في النهاية يفرض نفسه في المقدمة لفهم أدق لهذه الممثلة الجميلة من دون اكتفاء بحسن، والتي حضرت بقوة في الموسم الدرامي المنصرم، بعد بعض خلافات «عابرة» في الوسط الفني، ترفض بهدوء الواثق التعليق عليها. لا يزعجها في مهنتها إلا «التعب وكثرة السفر وقلّة النوم»، وأكثر ما تلتزم به هو «عدم الإلتفات للآخرين أو التعليق على غيري وعلى أعمالهم، لأنّ التمثيل مسؤولية، وأنا أجتهد بنفسي لأكون على قدر هذه المسؤولية». هي ترى أنّ التمثيل هو «تفريغ كل المشاعر والأحساسيس الصادقة للدخول الى قلوب الناس»، وعن تأثير جمالها فيه تقول: «لو كان شكلي هو المعيار، لكان المشاهد ملّ منّي بعد أعمالي الأولى سريعاً، لكنّني ما زلت مستمرّة الى اليوم».
ملتزمة بـ»النفس الطويل» أيضاً، لم تقرر طافش بعد الأعمال التي ستظهر فيها على الشاشة العربيّة في الموسم الحالي. هي في مرحلة قراءة النصوص، مع احتمال أن تشارك في عمل بدويّ، وآخر مصريّ بخاصة بعد مشاركتها في «ألف ليلة وليلة» «بالنوع الجديد عربياً من ناحية الصورة، ومن الأعمال التي تحضنها بيئة رمضان، لأنّها تذكّرنا بقصص جداتنا القديمة. هو تجربة ناجحة توفرت فيها كل العناصر التي كنت أحلم أن أنطلق فيها بالدراما المصريّة، وطبعاً بسببه أنا متحمسة اليوم لأيّ عمل مصريّ آخر».
وأمّا بما يخصّ مسلسل «خاتون» الشامي الذي من المفترض أن تجسّد دور البطولة فيه، تشير إلى انها لم تحسم أمرها بعد، وأنها لن تخطو أي خطوة في العمل، «إلا اذا اتفقت مع الشركة المنتجة على بعض العناصر التي يجب ان تتوافر فيه»، علماً أن النص تملكه شركة «غولدن لاين»، ومن تأليف الممثل طلال مارديني وتدور أحداثه حول «خاتون» الفتاة القوية التي تتحدى المجتمع مارةً بمراحل صعبة.
هي تتأنى بعد تعويضها الغياب عن الدراما السورية لفترة مع بداية الأزمة، عبر مسلسليّ «العرّاب» و»في ظروف غامضة». تفتخر بحجم النجاح الذي لاقاه الأخير. وهي تقول: «على رغم أنه لم يعمل عليه تسويقياً، نجح أكثر ممّا توقعنا، لأنّه أعاد الى ذاكرة المشاهد العربي بصمة الدراما السوريّة، وهو أمر أعتزّ به جداً».
وعن ثنائيتها مع ميلاد يوسف في العمل تقول: «يوسف من الممثلين الاستثنائيين في سورية، وأنا أكيدة أنّ دوره في مسلسل «في ظروف غامضة» كان من أهمّ الأدوار التي قدمها في حياته»، مشيرةً الى أنها تحب جداً تكرار التجربة معه «لأنه ممثل بارع، ونحن ننسجم معاً في التمثيل كثيراً».
أمّا عن العرّاب، فلم تُبلّغ طافش بعد عن تصوير الجزء الثاني منه. أمّا ما دفعها للمشاركة في الجزء الأوّل منه، فهو «العنصر الجاذب الذي تقدمه الرواية العالمية والفيلم الشهير، وشخصيتي في العمل التي هي مختلفة عن الشخصية الرئيسة في الفيلم»، إضافة الى شعورها بأنها «في أيد أمينة»، تحت إدارة المخرج المثنى صبح «الذي قدمت معه عدداً من الأعمال، وكلها كانت تجارب ناجحة مع مخرج ترك بصمة مميزة في الدراما العربيـة». وفي هذا الإطار ذكرت مصادر خاصة لـ«الحياة» أن إحدى خماسيات «أهل الغرام» قد تجمع مجدداً طافش بصبح الذي أخرج أيضاً «في ظروف غامضة». «الأحب على قلبي، ويعنيني أكثر من الأعمال الأخرى، لأنني أحب النوع الإجتماعيّ أكثر من المافيا والفانتازيا»، وفق تعبير طافش.
وعلى نار طافش الهادئة مشروع فني مرتبط بفلسطين. تؤكد أن طرح القضية الفلسطينية هو الهدف الأساس المستقبلي الذي أسعى اليه في الدراما». وذلك إلى جانب مشروع غنائي قابع بين الدرس والإقدام عليه. تقول: «لن اقدم على ذلك إلا بعد دراسة وجهد مطوّلين، وهو أمر صعب حالياً لضيق الوقت، لأنني لا أريد إلا أن أقدم ما هو مميّز». ولكنها تكشف أن المشروع قد يحمل في طياته أغنيات من كلمات والدها الشاعر يوسف طافش الذي احتضنته مدينة حلب، وغنّى من أشعاره الكبار أمثال صباح فخري ومحمد خيري. ربما تجمع طافش المشروعين معاً فنرى أغنية وطنية لها.
شائعات كثيرة تطاول نسرين طافش في السنوات الأخيرة، لذلك فهي تحرص اليوم في علاقتها مع الإعلام. تقول: «أنا حذرة جداً في التعاطي مع بعض الوسائل الإعلامية، بخاصةً تلك التي تقدم الصحافة الصفراء»، ولكنها على رغم ذلك تصف علاقتها بالإعلام بـ»الوديّة، بخاصةً أنني كنت مدللة إعلامياً في سنواتي الأولى لأنني لم ألجأ يوماً الى تقديم أعمال هابطة».
أمّا عن إمكان امتلاكها مؤسسة اعــلامية مرّة أخرى بعد مجلة «نسرينا»، فتؤكد: «لن أكرر التجربة، الصـــحافة استهلكتني في السابق، وهـــي مهنة المتاعب، لذا أفضل أن أبقى بعيدةً عنها وأن أركّز على التمثيل».
صحيفة الحياة اللندنية