حياة زوجية هانئة هي التي تُبني على التفاهم والحب بين الزوجين، فالسعادة الزوجية هي تآلف القلبين واندماج الروحين، وهي تقوم على تقاسم المشاعر والحب والمودة والأحلام والأهداف والمسؤوليات، وتزداد مشاعر المودة والألفة بين الزوجين عندما يتواجد العطاء والتضحية من أجل الشريك الآخر، بالسياق التالي سيدتي التقت استشاري العلاقات الزوجية الدكتور أحمد عبد الخالق ليخبرك نصائح لعيش الحياة الزوجية الهانئة.
نجاح العلاقة الزوجية ليست بالأمر السهل
يقول إستشاري العلاقات الزوجية الدكتور أحمد عبد الخالق لسيدتي: “السعادة متعلقة بالبهجة وراحة البال والسكون الداخلي للنفس. والسعادة الزوجية هي حكم يصدره الزوجين على الحياة بينهما. ويشير إلى الشعور بالأمان والإستقرار والرضا الذي يشعران به في العلاقة الزوجية مهما كانت الظروف. ونجاح العلاقة الزوجية ليس بالأمرالسهل، ففي كثير من الأوقات قد يقل التفاعل وتقل الأحاسيس مع تزايد المسؤوليات. كذلك إذا تسربت الأنانية، وبدأ كل زوج يبحث عما يقدمه له زوجه وشريك حياته وتتضخم العيوب، فهنا ستكون بداية النهاية للحياة الزوجية السعيدة بينهما، وسيتناسى كل طرف ما قدمه له شريك حياته، وما تحمَّله من أجله”.
نصائح مهمة لحياة زوجية هانئة وناجحة
الاحترام والثقة المتبادلة
لكي تكون العلاقة بين الزوجين قوية فيعيشان الحياة الزوجية الهانئة لا بد أن تكون علاقتهما على أساس متين من الثقة المتبادلة والاحترام والمودة بينهما فلا يمكن أن تكون الحياة الزوجية هانئة دون أن يثق الزوجان في بعضهما البعض، ويتبادلا الاحترام، لذا من المهم أن تذكر الزوجة دور زوجها وجهوده في الحفاظ على البيت، وأن تحترم قراراته، وتثق بقدرته على تحمل المسؤوليات وقدرتة على حل المشكلات، وهذه الثقة تعطي شعوراً بالاطمئنان وتعمق الحب وتعطي مساحة للصدق.
المساحة الشخصية
من المهم أن يكون لكل طرف من الزوجين اهتمامات أخرى خاصة به، ووقت هادئ ينفرد به بنفسه لكي يحصل على مساحته للتأمل والتفكير، وتنظيم أفكارة ومشاعره دون إزعاج، فمثل هذه الأنشطة تجنب الزوجين الشعور بالملل، وتجعل من المساحة الشخصية التي يقضيها كل منها بعيداً عن الآخر، فرصة جيدة لتجديد الاشتياق، لذا لابد من احترام وقت التأمل والمساحة الشخصية للطرفين.
الأولوية لإنجاح الزواج
من أهم أسباب الحياة الزوجية الهانئة التفاهم، فلا بد أن يتفاهم الزوجان للسعي دائماً على إنجاح حياتهما بشكل إيجابي والحفاظ عليها من أي مخاطر أو تأثيرات سلبية تعترض طريقهما، هنا ستكون العلاقة الزوجية على أتم استعداد لمواجهة أي منعطف خطر، ما يجعل الزوجة تتنازل أحياناً من أجل زوجها، والعكس صحيح، وسيعزز هذا من قدرتهما على تخطي المواجهات الصعبة في كافة الأمور الحياتية.
عدم الاستسلام للإحباطات
قد تتعرض الزوجة للإحباط عند أي إخفاق يحدث لها. ولكي تتحقق السعادة الزوجية، ينبغي عليها العمل والمثابرة للوصول لإسعاد زوجها. فلا تحدث السعادة الزوجية من نفسها. لذا لا ينبغي أن تشعر الزوجة بأنها تبذل الكثير من الجهد دون أن تصل للنتائج المرجوة، فيصيبها الإحباط وتمتنع عن التقدم نحو تقديم المزيد.
الحياة الزوجية الهانئة تقوم على الصراحة التسامح
التسامح بين الزوجين هو أن ينسى كل منهما ما بدر من الآخر من إساءات أو أخطاء، وألا تكون هناك مساحة للعبث بالماضي وفتح الأبواب المغلقة. فكوني متقبله لفكرة أن تسامحي شريك حياتك. فالتسامح يزيد الود والمحبة بين الزوجين، وكلما كانت المرأة متسامحة في أمور يجب عدم الوقوف عندها، نجد الرجل يقترب منها ويشعر بالندم على ما ارتكبه من أفعال تغضبها.
الحفاظ على المساحة الخاصة لكل من الزوجين
هويتك هي شخصيتك المستقلة والخاصة بك. فلا تتنازلي عنها ولا تتخلي عن صفاتك التي كانت تميزك قبل الارتباط، ولا تنصهري تماماً بشخصية زوجك بمجرد أنك أصبحت زوجة له. لأن بشخصيتك وهويتك ستصبحين أكثر جاذبية، فأنت ليست نسخة عنه فهذا أمر ممل للغاية بالنسبة له ولك، وتعلمي أن تكوني أنت.
الحياة الزوجية الهانئة تقوم على الصراحة
الحياة الزوجية الهانئة تقوم على الصراحة الصحية بين الزوجين والحوار الراقي يزيد من الألفة وتقوية الحب. فأخبري شريكك بمخاوفك، وإحباطاتك اليومية، مهما كانت مشاعرك التي لا ترغبين بالبوح بها لأحد. واستمعي له ولمخاوفه، فهذا يدعم أواصر العلاقة ويحقق الأفضل لكليكما، ويجعل الحياة بينكما في سعادة وهناء.
الحياة الزوجية الهانئة تقوم على الصداقة
فالصداقة تساعد على نمو الحب وبدونها لن يستمر الهدوء والسعادة بين الزوجين. والزيجات السعيدة تبنى على الصداقة القوية. فمن الذكاء أن تكون المرأة صديقة لزوجها، تبوح له ويبوح لها عن أحلامه أو همومه. كماوتترك له حرية إخبارها ما يريد، دون إلحاح منها بتقديم التفسيرات أو المبررات. وتخبره بدورها عن طموحاتها وخططها المستقبلية، فهذا سيجعل حياتهما هانئة.
لا للمقارنات
مقارنه الحياة الزوجية بالآخرين، تفتح باباً من السخط على الحياة والشعور بعدم الارتياح بما قسمه الله. فيمكنك مقارنة نفسك بنفسك وبما كان في الماضي. كما وفكري في التطور والتقدم الذي تحقق في زواجك، والصعاب التي واجهتك وما تعلمته وكيف قومت نفسك. فالزواج ليس منافسة، ولا معنى للنظر إلى ما تعيشه الزوجات والأخريات.
لا تحاولي تغيير شريكك
محاولة الزوجة إجبار زوجها على تغيير طباعه وسلوكياته السلبية، سوف يشعل التوتر بينهما، ويحيل العلاقة بينهما إلى جحيم لا يطاق. فالطبع يغلب التطبع، والتغيير يحتاج إلى ضرورة تغيير النفس والشخصية. وهذا أمر ليس سهلاً، ولكن بالإمكان تغيير الطباع السيئة بالحب والهدوء والصبر والتواصل الجيد بين الزوجين للحفاظ على الحياة سعيدة، وهانئه.
المساعدة والدعم
الزوج أولى الناس بالحصول على الدعم المعنوي والمساعدة من زوجته، وهو أن تعاونه في قراراته وشؤونه ومسؤولياته، وعلى تحقيق أهدافه. فالزوجة التي تبذل ما تستطيع لدعم زوجها مادياً أو معنوياً، وتقدم الدعم والمساندة لزوجها في الأوقات الصعبة والتحديات حتى يشعر بالأمان والراحة، يرتفع قدرها كثيراً عند زوجها، وتعيش في حياة كلها سعادة.
مجلة سيدتي