نصائح لما بعد الطلاق لتستمر حياتك بسلاسة…لاشك أننا نعيش في عصر التغيرات الاجتماعية السريعة، والعولمة الثقافية والتكنولوجية؛ التي ألقت بظلالها على الأسرة، فأصبحت تعاني من مشكلات لم نعرفها من قبل، فالطلاق يعتبر من أهم القرارات المصيرية، وحدثاً أسرياً مهماً
و تتحول وتتغير أوضاع الأسرة بعد حدوثه تغييراً جذرياً، سواء بالسلب أو بالإيجاب، فهو من جهة مشكلة تتأثر بها الأسرة، خاصة الأبناء والزوجة، ومن جهة أخرى يعتبر مخرجاً من بعض الأزمات الأسرية التي ينعدم أو يستحيل فيها التوافق بين طرفي العلاقة الزوجية.
الطلاق تدخل علاجي للعلاقات المستحيلة
تقول استشاري العلاقات الأسرية هبة شوقي لـ”سيدتي” : إن الطلاق رغم نتائجه السلبية على الصعيد الأسري، والاجتماعي، والنفسي، والاقتصادي؛ يعتبر تدخلاً علاجياً لإنهاء الصراعات الأسرية مستحيلة العشرة، والوصول للحل، فالطلاق هو أحد أصعب القرارات في الحياة؛ لأنه مشكلة تهدد كيان الأسرة بأكملها؛ من خلال الآثار الاجتماعية والنفسية التي يخلفها، وللأسف الشديد نجد أن الطلاق غالباً ما يكون هو بداية المشكلة بين طرفي العلاقة وليس نهايتها كما يتخيل البعض، فلا يوجد أي بيت يخلو من الخلافات الزوجية، ولو كان الطلاق هو الحل الوحيد؛ لتدمرت الأسرة، وعندما يقع الطلاق بالتأكيد ستقع الأضرار على كل الأسرة، ولكن قد تتأثر الزوجة بشكل كبير، وقد تحتاج لفترة طويلة لتخطي هذه المرحلة، وإليكِ سيدتي بعض النصائح التي يجب اتباعها لاستعادة حياتك بعد الطلاق.
نصائح لإعادة بناء حياتك بعد الطلاق
-
لا تهتمي بآراء الآخرين
تواجه المرأة المطلقة ضغوطاً اجتماعية، وهي ثقافة المجتمع وتقاليد قديمة عن المرأة المطلقة، فلا يجب أن تؤثر على نظرتكِ لذاتك، وهو أن الطلاق يعتبر عاراً على المرأة في المجتمع، وهذا إرث اجتماعي قديم لا يتغير، مما ينتج عنه آثار نفسية سيئة للزوجة، لذلك يجب على المرأة عدم الإنصات لهذه الآراء، والإيمان بأنها من حقها الاختيار والانفصال، إن كانت ترى أن هناك استحالة للعشرة، بل من حقها تكوين حياة زوجية جديدة مع شريك أفضل.
-
تجنبي الدخول في علاقة جديدة
لاشك في أن الدخول في علاقة جديدة سيكون له بعض المخاطر، فيجب أن تكوني على دراية بها قبل الانتقال إلى علاقة جديدة تعويضية لملء الفراغ العاطفي؛ بسبب العلاقة السابقة واحتياجك للمشاعر والاهتمام من الآخر، فيجب أن تدركي أن هذه العلاقة يكثر بها الزيف والخداع، ومن الطبيعي ألا تحظى بالاستمرار والدوام، بل ستنتهي بالفشل، ففي البداية لابد من السعي للتعافي، ومساعدة نفسك على التخلص من الآلام وعدم استدعاء ذكريات الماضي وتقوية نفسك مرة أخرى؛ لأن ذلك ما هو إلا هروب من المشاعر السلبية الناجمة عن الطلاق.
-
الحصول على قسط من الراحة
يجب على المرأة بعد الطلاق قضاء وقت راحة واستجمام، والابتعاد عن الضغوطات النفسية ومراجعة النفس وتقييمها، وفهم الأسباب التي أفضت إلى الطلاق للوصول إلى مرحلة تقبل الأمر، فقومي بطلب إجازة من العمل، ومن المسؤوليات، وقومي بنزهة سياحية إلى أحد المناطق التي لم تزوريها من قبل أو لمكان بعيد عن الضغوطات والمشاكل، أو التنزه مع الأصدقاء، بشرط عدم التحدث عن تجربتك السابقة، فهذا سيمدك بالراحة النفسية والصفاء الداخلي.
-
مارسي نشاطاً جديداً
إن كل ما تحتاجينه في هذه الفترة هو تجديد النفسية، والاسترخاء، وممارسة طرق التخلص من التوتر، وسيمنحك الطلاق فرصةً لإعادة اكتشاف نفسك وهواياتك وتنمية اهتماماتك، وخصصي وقتاً تمارسين فيه الأنشطة التي تحبينها، وحاولي تجربة شيء جديد لم تقومي به من قبل.
-
تقبّلي كونك مطلقة
لاشك فيما تعانيه المرأة من النظرة القاسية لها لكونها مطلّقة من المجتمع الذي يعاني من موروث قديم يظلم فيه المرأة المطلقة، فعليك أن تتقبلي كونك مطلقة، فهذا ليس عيباً أو وصمة عار تطاردك، ولا تجعليه يؤثر نفسياً عليكِ، ولا تجعلي قلبك يتألم عند سماع هذا اللقب، فربما تكون محنة تتبعها منحة ربانيّة، وقد تكون فاتحة خير لكِ للدخول بمشاريع خير عديدة، فاعتبريها تجربة مررتِ بها، وتعلّمتِ منها الدروس والعبر.
-
التعرف على أشخاص جُدد
التعرف على أشخاص يعني بناء علاقات اجتماعية قائمة على الصداقة والمرح والمحبة، ولكي يعطوكِ الطاقة الإيجابية، فيساعدوكِ على الترفيه عن نفسك، ويمنحوكِ الشعور بالأمان.
-
لا تخافي من الوحدة
كثير من السيدات اللاتي تم طلاقهن يخشين من الشعور بالوحدة، وهذا أمر لا يجب التفكير به مُطلقاً، فلا يجب أن تمضي عمرك كله أسيرة الخوف من تجربة مضت أو فشلت، لذلك لابد أن تنفّسي عن مشاعرك وكل مخاوفك مع صديقة تثقين بها، ولا تنسي أن شغل وقت الفراغ وممارسة الهوايات يُمكنه القضاء على الوحدة، فلا يجب ربط مفهوم الوحدة بالأشخاص.
مجلة سيدتي