نقطة … الفرار .. !!

نهرب من القضايا الكبرى … ونحاول التغاضي عنها …نلهي أنفسنا بتفاهات الحياة ونغوص باللامبالاة … نعم .. لا نريد أن نواجه القضية ..لا نريد أن نواجه حقيقة الحرب التب باتت نمط حياة روتينية … حياة تسحقنا بواقعيتها … وتحطمنا بعنجهيتها …وتدمر طموحنا بقسوتها … لا نريد أن نعاني أكثر .. وأن نضحي أكثر … لا نريد أن نراها … وصلنا الى مرحلة بتنا نتجاهل الحرب … نتجاهل قذارتها .. وشرورها .. نتجاهل الموت والجوع والدمار والخراب .. فهل هذه نعمة التأقلم .. أم تحولنا فعلا الى جماد … !!! واذا تأقلمنا مع واقع الحرب والقتل والموت .. فكيف سنغير هذا الواقع الرهيب ..،؟؟!!!

جوع هنا .. صواريخ هناك .. قذائف تسحق ما تبقى من آمال … وحقد وطائفية تغتال كل الأحلام بعيش مشترك .. بحياة طبيعية انسانية تتقبل فيها الجميع ، وتعيش معهم في بوتقة الحق المشترك في تقاسم المكان والأعمال والخيرات .. وتوزيع عادل للثروات .. وتقتل أملنا بوطن .. نعم بوطن .. يجمعنا وننتمي اليه رغم كل المعاناة والغربة والشتات ..!!

فهل نحن تأقلمنا .. ودخلنا في دوامة اليأس والاحباط … وقبلنا بواقع أن الوطن صريع جريح يعاني الويلات ..هذا واقعنا .. وأصبحنا أنانيين .. نمارس سياسة غض النظر ونبحث عن مصلحتنا وذواتنا وحياتنا … وعن مركب نجاة .. وڤيزة خلاص .. لنغادر الوطن بحثا عن مرفأ أمان .. ووطن يكون لنا البديل … ؟؟!!

لقد وصلنا فعلا بعد خمس سنين الى هذا اليقين .. الوطن .. أم الخلاص !!!

وطن يحتاج الينا لنداويه ونبنيه، أم رحيل نحتاج اليه ليداوينا ونبني من جديد مستقبلنا فيه ؟؟!!

قرار صعب في زمن الحرب .. قرار مؤلم .. اذ انه يؤدي الى تفريغ ممنهج ومخيف لوطننا من الكفاءات والشباب والعقول .. لنسأل .. اذا رحل الجميع كيف وطننا .. سنبنيه ..؟؟!!

تأملنا بحل سياسي .. برغبة لوقف الحرب .. فاذا الحقد والعنجهية والمصالح .. تقضي على أمالنا .. لنعود من جديد ونغرق في دوامة الحرب ، ولا يبقى أمامنا الا أن نصرخ ونصرخ ونعيد .. أوقفوا الحرب وأوقفوا الرحيل .. !! فالفرار قرار صعب ومؤلم .. يدفعنا اليه الواقع .. المؤلم .. أوقفوا الحرب .. لا زلنا الى الآن نقاوم ولا نريد وطنا بديل ..!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى