نوبل… بين الخطيئة والخطأ

الا أغنية أمل يأسف
____________________________

صحيح أن الفائز بجائزة نوبل للأدب هو مغن بالغ الثراء بمنوعات من الكلمات المكتوبة لغيتار بارع الكلمات توقظ الغفاة من المشاعر الكونية تجاه أحداث كونية (كحرب فييتنام) مثلاً… ولكن، في الصباح الذي أعلنت في الجائزة لم يكن مرشحوها العرب المزمنون…مثل أدونيس، وأي صاحب ذوق، يتوقع بأنه سيأتي يوم تفوز فيه العتابا السورية أو الزجل اللبناني، أو مواويل دلتا النيل الحزينة ،بسبب تغير معايير الجائزه.

هذه الجائزة ، التي يعتقد الكثيرون أنها تنحدر إلى حضيض أحياناً (يوسف عجنون ـ الإسرائيلي) تحيرنا أحياناً أخرى بنمط سلمها القيمي المعقد (ديلان ـ الأمريكي).

حين ننظر إلى قائمة الفائزين بجائزة نوبل للسلام نفاجأ بأن السجل الشخصي والعام لهؤلاء ليس ذهبياً أبداً…أو، على الأقل، تلطخه دماء صريحة أو مختبئة.

مثلاً…إسحق رابين، واحد من عتاة القتل، وليس، أبداً من دعاة السلام. وتبدو الجائزة، في هذه الحالة، أشبه بالرشوة…على امل ان تتقدم المصالحة التاريخية بين إسرائيل والعرب بضعة إجراءات للأمام، وها هو ربع قرن قد مضى وما تزال الحروب هي السيدة الأولى والاحتلال هو الواقع الراسخ.

بيغن…رئيس وزراء مجزرة صبرا وشاتيلا، واحد المؤسسين لدولة إسرائيل بالدم وحده.

السادات…”الرجل الشجاع” بتصنيع الأوهام، والتي ذهب ، هو ، ضحيتها بالقتل المشهدي وهو على منصة احتفال بحرب أكتوبر، وليس بانتصار اتفاقات أوسلو.

كوفي عنان… له ولد، حصل بتوقيع الوالد، الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، بالحصول على إدارة الجوع في العراق في سنوات الحصار (9 سنوات) حيث أشرف على برنامج النهب المريع في قصة “النفط مقابل الغذاء”.

أوباما…رجل سلام بقفازي حرب حريرية، نشم الآن رائحة بارودها، في أواخر ولايته، الحرب التي قد تتسبب بحريق كوني. وللتذكير، أحياناً تنشب حروب من هذا النوع، بمجرد غلطة في سطر أخير من الخطط الاستراتيجية.

ياسر عرفات… وهو شهيد المحاولة الحالمة بإنشاء دولة فلسطينية على 18% من فلسطين. الأمر الذي لم يتحمله شركاؤه الإسرائيليون بنوبل للسلام … فقتلوه.

فإذا كانت هناك “خطايا” جائزة السلام في بعض أسماء من نالوها، فإن “أخطاء”ها في الأدب يمكن تحملها.

فلجنة الجائزة مؤلفة من البشر وليس الملائكة. (على افتراض أن الملائكة ليسوا أشقاء الشيطان ـ في الأسطورة).

إن ديلان المغني، سيفتح باب أوهام العرب على احتمال نيلها في القسم الزجلي السياسي من تطورهم الجمالي، خلال حروبهم غير المفهومة بهذا المقدار من الأذى.

سيكون، ذات عام، إلى جوارالمرشح المزمن ، أدونيس، وفيروز، وأم كلثوم، سعيد عقل أيضاً… وهو، بالمناسبة، شعرياً غنائيا أهم من ديلان.

يجب أن نتعود على التقليل من التذمر. فجائزة عمرها الآن قرن وربع القرن تقريباً (1901) يجب أن تكون قد عودتنا على جهلنا…

إن تسعين بالمئة من الأسماء التي نالت الجائزة في مختلف تصنيفاتها، لم نكن نعرفهم قبل نيلهم الجائزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى