نوع من العلاقات العاطفية المجنونة: تعرّفوا إلى “الكرّ والفرّ” في الحب
“الكرّ والفرّ” في الحب هو نوعٌ من العلاقات العاطفية المجنونة التي تشوبها المراوغة المستمرة دون الوصول الى أي نتيجة مرجوّة من قبل أحد طرفي العلاقة. بمعنى آخر. هي الرغبة في المحافظة على مشاعر الطرف الآخر تجاهك، وحضّه على التعبير عنها، مجاناً ودون أي مبادرة عاطفية مقابلة. وعادةً ما يعاني الشخص الذي يحبّذ هذه الأنواع من العلاقات من ضياع في الهوية العاطفية. اضافةً الى نرجسية كبيرة. هذا فضلاً عن عدم ثقة أو قدرة على تبنّي او الدخول في أي علاقة عاطفية نتيجة عدم خبرة او نضج كافٍ. او ربما عدم اقتناعه التام بتوافر الشريك المناسب.
مما يعني أن الطريقة المثلى للتعامل مع هذا النوع من العلاقات، تكمن في انهاء السعي الى بلوغها. لأن كلّ المؤشرات الايجابية الناتجة منها هي مجرّد خزعبلات. هدفها التسلية او ارضاء صورة الذات. وغالباً ما يلجأ الانسان الى استخدام هذه الطريقة في حال تلمّس ضعفاً شديداً من قبل الطرف الآخر تجاهه. ما يكوّن لديه احساساً بالأمان وسعياً دائماً نحو كسب المزيد من الاطراءات.
وقد يكون اللجوء الى هذه الاستراتيجية في التعبير عن الموقف العاطفي مؤشراً ايجابياً في اولى مراحل التقرّب من الشخص الآخر. لكن المبالغة في استخدامها والاطالة في مراحلها تعبيرٌ صريح عن الرغبة في كسب الإعجاب. ووضع المعجب على لائحة الانتظار ما يعني أنه لا يعتبر أولوية حياتية.
اما الطرق الأكثر ذكاءً للتعامل مع الكر والفر في الحب، فهو الكر والفر المضاد من خلال ربما استخدام أسلوب المراوغة نفسه. ولكن بحنكة أكبر ورشد أوسع. هذا ما قد يجعل الطرف الآخر أسير قوّته. ويحفّزه على الابتعاد عن المماطلة والتحرك بهدف اتخاذ قرارٍ أكثر جرأة.
اما لعبة الكر والفر التي عادةً ما تلي عملية الاعتراف بالحب:
فهي تأكيدٌ صريح أن أحد طرفي العلاقة قد أخطأ في مقاربة الأمور. الخطوة الأمثل لا تتجسد أبداً بالاعتراف بالحب، بل بتأمين سقف يؤوي هذا الاعتراف. كما واختيار اللحظة المناسبة له التي قد تستغرق سنوات.
وعادةً ما تنتهي هذه الانواع من العلاقات العاطفية المجنونة دون أن تبدأ. تضعف المواقف بين الثنائي في هذه الحالة عند أول مفترق، في حال صادفت الفتاة شاباً أكثر مناسبةً لها والعكس بالنسبة للذكور ايضاً. أو قد يكون الوقت كفيلاً ببترها في حال بعدت المسافات بين الطرفين، او في حال صادف كلّ منهما جديداً عاطفياً في حياته.
وفي حال استمرت عملية المطاردة الغرامية هذه سنوات، هذا يعبّر عن عدم نضج عاطفي بالنسبة للطرف الذي لم يدرك سريعاً ان لا امل في علاقة مبنية على الهروب. واللافت في هذا النوع من العلاقات ان العنصر الهارب فيها يعود في غالبية الأحيان بعد غياب طويل للسؤال عن مكانته في قلبك. انها شخصية يتمتع بها جزء كبير من البشر.