هجوم سوري مضاد على السعودية: ‘ملك الرمال’ يعرض في لندن في ذكرى هجمات سبتمبر

 

  

أعلن المخرج السوري نجدة أنزور أن فيلمه المثير للجدل "ملك الرمال" سوف يقدم في عرض خاص في لندن يوم 11 سبتمبر الجاري "للتذكير بمخاطر الإرهاب والتطرف."
وقال أنزور "قمت بإنتاج وإخراج 'ملك الرمال' عن مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود لتشابه ما حدث قبل 100 عام مع ما يحدث اليوم من شرذمة وتفتيت وتجزئة العالم العربي إلى دويلات مسلوبة الإرادة تتعامل على أساس عرقي ومذهبي، وقررت انتاج هذا العمل باللغة الانكليزية وبنجوم عالميين انطلاقاً من قناعتي بأن هذا الفيلم لن يأخذ حقه في العرض والنجاح في العالم العربي بينما أمامه فرصة كبيرة للانتشار في كل دول العالم الأخرى."
واعتبر مراقبون إعلاميون أن طبيعة الفيلم وتوقيت عرضه لا يمكن اعتبارهما إلا في اطار الرد السوري على السعودية على خلفية الحرب الأهلية الدائرة في سوريا والتي تتهم دمشق الرياض بأنها طرف أساسي فيها.
وقال أنزور أن موضوع الفيلم "يبحث في تاريخ الإرهاب وجذوره وعلاقة ذلك بما يحدث اليوم في العالم قاطبة"، وأنه قام "شخصياً بإنتاج وإخراج العديد من الأعمال الدرامية التي قُدمت عبر سنوات طويلة في العالم العربي وعالجت مشاكل الإرهاب الدخيلة على مجتمعاتنا المتحضرة، مثل مسلسل 'الحور العين' عام 2005 الذي سلّط الضوء على تفجير المحيا في الرياض، ومسلسل 'المارقون' الذي قدّم نماذج عن الإرهاب في العالمين العربي والغربي، ومسلسل 'ما ملكت إيمانكم' عام 2009 الذي تنبأ بالأزمة السورية وسلّط الضوء على التيارات الدينية التي تعبث بالدين وبالمفهوم السامي للدين."
وللمفارقة، فأن بعضا من هذه الأعمال الدرامية انتج بدعم من مؤسسات إعلامية سعودية وقد عرض في قنوات تمتلكها الرياض، قبل أن تسوء العلاقة بين سوريا والسعودية على خلفية اغتيال الحريري ثم اندلاع الثورة السورية.
ولا يخفي أنزور موقفه من الصراع الدائر في بلده إذ يعتبره مؤامرة تستهدف وحدة البلد تحركها تيارات سلفية وجهادية تمولها السعودية وقطر، وهو السيناريو الذي يراه تكرارا لما حدث مطلع القرن الماضي.
وأوضح أنزور أن فيلمه "يعرض جانباً من الاتفاق الذي تم بين بريطانيا العظمى والسلطان عبدالعزيز، وقتها، وكيف تم دعمه بالمال والسلاح للقضاء على سلطة آل الرشيد التي حكمت الرياض في ذلك الوقت، والتخلص من العثمانيين تمهيداً لاحتلال المنطقة وبسط نفوذ الغرب عليها، وهذا ما حصل لاحقاً في اتفاقية سايكس ـ بيكو بين بريطانيا وفرنسا لتقاسم النفوذ في المنطقة."
وقال إن ملك الرمال "يكشف بعض الحقائق والتفاصيل عن العلاقة الوثيقة بين بريطانيا العظمى في ذلك الوقت ورجلها في المنطقة السلطان عبدالعزيز آل سعود وكيف نفّذ مشروعها حتى تم تتويجه كملك على المملكة العربية السعودية من قبلها، كما يستعرض جانباً من الاتفاق والعهد والحلف الذي تم بين الوهابيين وآل سعود لتقاسم السلطة والحكم على كامل أراضي المملكة العربية السعودية مثل السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، أي الحكم بالسيف والقرآن، وهو ما استمر حتى يومنا هذا وبدأت نتائجه تؤثر على المنطقة العربية برمتها من افرازات سلفية ومتطرفة وجهادية."
وعن أسباب اختيار (11/9) موعداً لعرض فيلم "ملك الرمال"، قال أنزور "اخترت هذا اليوم لقناعتي أن ما حدث من ارهاب في العالم هو نتاج للفكر المتطرف والبعد عن الدين الاسلامي الحقيقي الذي يدعو إلى التسامح والحوار ونبذ العنف ولا يحكم بالسيف، مثل قطع اليد والرأس، وهو ما ترفضه جميع المجتمعات والشرائع الإنسانية في العالم. الغرب، وللأسف، استفاد من هذا التخلف ووظّفه واستثمره من أجل بث الفرقة بين العرب والمسلمين."
وقال أنزور "أحطنا عملية انتاج الفيلم بالسرية نظراً لحساسية موضوعه ولتجنب أي محاولة لإيقاف انتاجه، وجرى تصويره في دول مختلفة باستخدام كافة التقنيات السينمائية العالمية ليظهر العمل بالشكل السينمائي العالمي، وبمشاركة فنانين من جنسيات مختلفة وباللغة الانكليزية."
وأضاف "سيتم افتتاح العرض الأول، الذي يسبق العرض الجماهيري، لفيلم ملك الرمال في لندن ونيويورك وموسكو، وسيشارك في أهم المهرجانات السينمائية العالمية، وستقوم الشركة المنتجة بعد عرضه السينمائي بتسويقه إلى أكثر من 100 محطة تلفزيونية عالمية وشركة لخدمات الكيبل التلفزيوني والإنترنت، وتوزيعه على الأقراص الرقمية المدمجة وبلغات عديدة."
وقال "سيجري افتتاح العرض الأول للفيلم بالسجادة الحمراء في صالة سينما وورلد بحي هايماركت وسط لندن، الذي يضم أهم مسارح ودور العرض في بريطانيا، وبحضور نجوم الفيلم الممثلين الايطاليين ماركو فوشي وفابيو تستي والممثل البريطاني بيل فيلوز، وحشد كبير من الاعلاميين وشركات الانتاج السينمائي والموزعين والوكلاء ونخبة من السياسيين والمثقفين والأكاديميين والمهتمين بالفن السابع، وطلاب التخرج في الكليات والمعاهد والجامعات المتخصصة بالدراسات الاسلامية والشرق أوسطية في بريطانيا."

ميدل ايست أونلاين

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى