هل أشبه المامبو …؟؟؟؟
جملة قرأتها في كتاب ….(( أن نبتة المامبو اذا اقتطعت أي جزء منها ووضعتها في الماء .. نمت لها جذور وترسخت وتأقلمت وعاشت من جديد ))
أعجبتني الفكرة على بساطتها ونقلتني إلى آفاق بعيدة لأتخيل هل أنا أشبه ساق المامبو .. ؟؟ هل أستطيع أن أقتطع من وطني لأنتقل إلى مكان أخر فتنمو لي جذور وأستقر وأنمو وأتأقلم وأحيا من جديد ؟؟؟
لتداعبني من جديد خاطرة سبق وكتبتها وحركت عندي وجع الحرب وجذور المامبو لأقول :
(( كم مرة حاولت أن أضعك في حقيبة سفر وأهرب بك من باب بيتنا العتيق ..
علقت الحقيبة بالباب ..ولم أستطع إخراجها .. لم أكن أدري كم أصبحت كبيراً .. وانضجتك السنين .. !!
دفعتك .. شددتك .. فانفتحت الحقيبة لترتمي منها على عتبة الباب باكياً .. ترفض الرحيل .. !!
حملتك بين ذراعي .. بكيت على وجعك .. توسلتك أن تدعنا نرحل من هنا .. فلم يعد لنا في هذا المكان شئ فنحن أصبحنا لاجئين !!
نظرت في عيني معاتباً .. تذكرني بـسبعة وثلاثين عاماً من الذكريات المعجونة بأزيز المراجيح . وزقزقة العصافير . وكتبي المدرسية .. وقصص الحب الوهمية ودموع الفراق الملتهبة ..وهمسات العشق الطفولية .. تخرجي .. زواجي وصوت أطفالي يعانقون الحياة .. ودموعي التي ذرفتها على أبي عندما مات .. وأحلامي التي امتزجت بياسمين الشام وبحر طرطوس . .. وبيتي الذي بنيته بعرق الجبين .. زوجي .. رفاقي .. أهلي ..من أحب ..ضحكاتنا .. دموعنا ..
أحلامنا !!!
رميت الحقيبة خارجاً .. وعدت بك إلى الداخل ...وبدأت بتضميد جراحك …آاااه يا وطني .. مهما حاولت أن أضعك في حقيبة وأهرب بك .. لا أستطيع.. ويعيدني الحنين ..!!
فأنا كساق المامبو .. أستطيع التأقلم .. ولكن بذاكرة مثقلة .. بوطن معشق برائحة الياسمين … !!!