هل أعطى ترامب الضوء الأخضر لتفجير السد الإثيوبي؟ وما دلالة تصريحه المثير قبيل الانتخابات الرئاسية؟ هل تستغل مصر الفرصة الذهبية لإنهاء “الكابوس” الذي يهدد 100 مليون؟

 

أثار تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إمكان إقدام مصر على تفجير السد الإثيوبي علامات استفهام كثيرة حول دلالة التصريح المثير الذي يأتي قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يرقبها العالم شرقا وغربا.

التساؤل الذي يطرح نفسه الآن:لماذا صرح ترامب بهذا الكلام الآن؟ وهو الذي رعى المفاوضات بين الدول الثلاث: مصر و السودان وإثيوبيا؟

برأي هاني رسلان الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية مجلة فإن تصريحات ترامب حول السد الإثيوبي تمثل فى مجملها إدانة قوية جدا وبلهجة غير مسبوقة فى وضوحها ، للموقف الاثيوبى المتعنت بشكل غريب ، مشيرا إلى أنه يمكن القول إنها تمثل تهديدا لإثيوبيا بأن الاستمرار فى نهجها الحالى ستكون له عواقب وخيمة .

وأضاف رسلان أن ترامب اعتبر بشكل صريح أن ما تفعله إثيوبيا يمثل فى جوهرة حجبا أو منعا لمياه النيل عن مصر، وان هذا موقف لا يمكن لمصر قبوله أو احتماله،مشيرا إلى أن  هذه التصريحات هى بمثابة تأكيد لموقف واشنطن بحجب بعض المعونات المقدمة إلى إثيوبيا ، ولكنها تدفع بالأمر إلى مدى بعيد جدا لا يحتمل اللبس أو الغموض، فى رسالة عنيفة وصادمة ، لعل الاثيوبى يفيق من غيه ، ويعرف حجمه ويلتفت إلى المصالح الحقيقية للشعوب الإثيوبية التى تعانى من محنة شديدة فى الداخل على محاور متعدده .

الدلالة؟

وعن إشارة ترامب بأن مصر يمكن أن تفجر السد، قال رسلان إنه برغم أنه يعطى تلميحات بعدم ممانعة إدارة ترامب لذلك، أو أنها لا تستبعد وقوعه فى حال استمرار الموقف الاثيوبى الرافض لأى اتفاق، إلا أن المقصود منه هو تحذير إثيوبيا بشده، لأن ترامب كان يتحدث فى سياق ضرورة التوصل إلى حل سلمى وتفاوضى.

وقال رسلان إن إشارة ترامب إلى مفاوضات واشنطن وإدانته الشديدة لانسحاب إثيوبيا ورفضها التوقيع ، تعيد وثيقة واشنطن للواجهة مرة أخرى ،مشيرا إلى أن هناك حلا فعليا متوافقا عليه من الأطراف الثلاثة بنسبة تزيد على 90%، والنسبة المتبقية وضعتها واشنطن بالتنسيق مع البنك الدولى بشكل متوازن لمصالح الدول الثلاث .. بما يعنى أن هناك حلا جاهزا وان العقدة هى فى المراوغة والكذب الاثيوبى وتعريض المنطقة لمخاطر عدم الاستقرار طويل الأمد.

وأضاف أن حديث ترامب عن وثيقة واشنطن يعيد إلى الأذهان أيضا موقف الوفد السودانى المتخاذل والمتواطئ مع إثيوبيا برفض التوقيع على الوثيقة رغم موافقة الوفد السودانى عليها، والذى تم تبريره بحجة واهية لا تقنع تلميذا صغيرا (لا سيما وقد أثبتت الأحداث بعد ذلك أن هذا الموقف كان ضد مصالح السودان أيضا، حيث تجاهل الاثيوبيون السودان ومصالحه بالكامل فى الملء الاول وايضا فيما أعقب ذلك من مفاوضات).

وأشار رسلان إلى أنه لو أظهرت إدارة ترامب هذا الموقف القوى منذ عدة أشهر لكان الموقف قد تغير إلى حد كبير، وربما كان قد تم الوصول إلى اتفاق، مشيرا إلى أن هذه التصريحات تأتى والانتخابات الأمريكية بعد أيام، مما يقلل من قدرتها على إحداث تغيير فعلى على الأرض ، فالعالم كله ينتظر نتيجة الانتخابات الأمريكية وهل سيبقى ترامب ام يرحل، ام تتعرض امريكا نفسها لأزمة داخلية عنيفة إذا رفض أحد الأطراف الاعتراف بالنتيجة.

وتابع رسلان: “ورغم ذلك فإن هذا لا يقلل من موقف الإدانة الحاسمة والقاطعة و شديدة اللهجة للموقف الاثيوبى ويمثل فضيحة وتعرية غير مسبوقة للموقف الاثيوبى ، يتردد صداها فى أرجاء المعمورة، وتمثل تدميرا ومحقا شاملا لكل الحجج والذرائع الإعلامية التى ترددها إثيوبيا.. بل إنها تمثل رفعا للغطاء عن أبى احمد وحكومته التى أصبحت ألعوبة فى ايدى متشددى اثنية الامهرا المحيطة بآبى احمد والذين يملون عليه تصرفاته”.

– وخلص رسلان الى أن تصريحات ترامب ترفع الحرج عن مصر وتفتح أمام الموقف المصرى آفاقا واسعة وتمثل بداية لمرحلة جديدة لابد أن يكون عنوانها الحسم سلما أو حربا قبل منتصف العام المقبل.

وأنهى متسائلا: “إن لم تأخذ مصر الأمور بيدها فى أزمة تهدد وجودها ، فمتى سوف تفعل ذلك؟”.

إثيوبيا تستدعي السفير الأمريكي

في ذات السياق استدعت إثيوبيا السفير الأمريكي بأديس أبابا لاستيضاح تصريحات ترامب المثيرة.

هل يفعلها السيسي؟

البعض يرى أن الكرة الآن باتت في ملعب مصر، داعين السيسي إلى أن يفعلها إنهاءً للكابوس الجاثم على رقبة المصريين منذ سنين عددا؟

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى