هل اعتدت إسرائيل فعلا على اهداف يمنية اثناء حرب غزة الأخيرة؟
اذا صحت التقارير الإخبارية الإعلامية التي تؤكد ان جيش الاحتلال الإسرائيلي شن هجوما عدوانيا على اليمن اثناء حرب غزة الأخيرة، فان هذا يعني توفير ذريعة شرعية لحركة “انصار الله” الحوثية (التي لا تحتاج الى ذرائع) لتحويل اليمن الى دولة مواجهة، ومنصة لقصف اهداف، وبنى تحتية، في العمق الإسرائيلي المحتل، خاصة ميناء ام الرشراش (ايلات)، وربما مفاعل ديمونا النووي في قلب منطقة النقب الجنوبية الفلسطينية.
بيني غانتس وزير الجيش الإسرائيلي لمحّ الى هذا العدوان دون ان يحدد الدولة المستهدفة به بالاسم، ولكن “القناة 14” وصحيفة “هآرتس”، و”القناة 12” الإسرائيلية أجمعت على انها اليمن، دون الكشف عن كيفية حدوث هذا العدوان، والاهداف التي قصفها، وموقعها على الخارطة اليمنية، وذلك بسبب الرقابة العسكرية الإسرائيلية المشددة المفروضة على وسائل الاعلام، كما ان حركة “انصار الله” اليمنية وحكومتها في صنعاء التزمت الصمت، ولم توكد او تنفي وقوع هذا الهجوم، وما ترتب عليه من نتائج مفترضة بشرية او مادية، ولكن الى حين.
ورغم هذه الضبابية لا نتورع عن القول بأن هذا العدوان يمكن ان يكون بمثابة “الهدية” الكبرى، والقيمة، التي تقدمها دولة الاحتلال للمقاومة اليمنية، ودون ان تقصد، لان الشعب اليمني بجميع توجهاته السياسية والعقائدية ومناطقه الجغرافية، من أشجع الشعوب العربية والإسلامية، وأكثرها تشوقا للانخراط في المواجهة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتقديم آلاف الشهداء لتحرير فلسطين ومقدساتها.
تطور السلاح الصاروخي، والكفاءة العالية للطائرات المسيرّة في ميادين القتال، الغت عمليا التفوق الجوي الإسرائيلي، وقصرت المسافات، وجعلت حركة “انصار الله” التي تملك عشرات آلاف الصواريخ والمسيرّات والخبرة العالية والدقيقة لاستخدامها طوال ثماني سنوات في الحرب مع السعودية وحلفائها، قوة مواجهة ضاربة في أي حرب قادمة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
الرد اليمني على هذا العدوان الإسرائيلي من المؤكد انه قادم حتما، لان اليمني لا ينام على ضيم، ويثأر دائما من المعتدين عليه ولا يؤجلها، يمكن ان يأتي هذا الرد على جبهتين محتملتين:
الأولى: إطلاق الصواريخ والمسيرّات شمال اليمن على الجنوب الفلسطيني المحتل، وهناك تقارير عسكرية تؤكد ان بعضها، أي الصواريخ والمسيّرات، يمكن ان تقطع المسافة المقدرة بحوالي الفي كيلومتر، وتصل الى أهدافها، او تهريبها واطلاقها من أراض سعودية او عراقية، وهناك خيار ثالث عبر سفن وقوارب البحر الأحمر، وعلينا ان نضع في اعتبارنا ان المسيرّات الحربية لا تحتاج الى مطارات ومدرجات لإطلاقها، ويمكن ان تشحن في سيارات وقوارب صغيرة.
الثانية: شن هجمات بالصواريخ والمسيرّات او الزوارق الانتحارية على سفن إسرائيلية في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب تحديدا، او حتى بالمدفعية المحمولة على ظهر سفن، او المنصوبة في جزر مهجورة، حسب قول أحد الخبراء العسكريين اليمنيين الذي تحدث لـ”راي اليوم”.
ما يؤكد هذه الافتراضات وجود تنسيق سياسي وعسكري عالي المستوى بين المقاومة اليمنية (انصار الله وحلفاؤها) وبين “حزب الله” في جنوب لبنان على اعلى المستويات خاصة ان أي مواجهة قادمة على أرضية “ازمة الغاز” اللبناني باتت شبه مؤكدة، وفي الاسبوعين القادمين اذا لم يتم التوصل الى اتفاق سلمي لبناني إسرائيلي عبر الوسيط الأمريكي في هذا الملف.
من غير المستبعد ان الصاروخ الباليستي اليمني الأول لضرب ايلات، وما بعدها، بات جاهزا للإطلاق، والمسألة مسألة وقت وتوقيت، و”أبو يمن” لا يمزح، ولا ينسى ثأره مطلقا، واذا قال فعل.. والأيام بيننا.
صحيفة رأي اليوم الالكترونية